كم هي أليمة وعميقة الجرح هذه الذكرى، فهل هناك أقسى من أن يموت المصلون خلال وقوفهم بين يدي الله وفي مساجده وكنائسه؟
في ذكرى التفجير الإرهابي المجرم قال الرئيس ميقاتي في تغريدة"تحل الذكرى السادسة من دون أن تستقيم العدالة في هذا الملف عبر إحقاق الحق ومحاسبة المجرمين ،الرحمة للشهداء الأبرار والعزاء لذويهم".
بعد ست سنوات على الجريمة النكراء أين أصبح ملف المحاكمات الذي يتولاه المجلس العدلي؟وهل من معطيات جديدة تكشفت خلال جلسات المحاكمة التي عقدها المجلس حتى الآن قد تسهم في تسريع إصدار الحكم او قد تعيد الأمور الى المربع الأول؟
من حيث المبدأ،يستهل المجلس العدلي اولى جلساته بعد إنتهاء العطلة القضائية بعقد جلسة في 27 أيلول المقبل للمرافعة بناء لطلب النيابة العامة التمييزية ووكلاء الدفاع.
رئاسة المجلس كانت نظرت في الملف في جلسة عُقدت بتاريخ 5/7/2019 وخلالها طرأت أكثر من واقعة تمهد ربما لتحوير في سير المحاكمات،اذ تبين لهيئة المحكمة أن هناك تناقضاً في مسألة محضر المضبوطات(تسجيلات صوتية،أشرطة فيديو وغيرها) الذي عدّدها في ملف مستقل ليأتي لاحقاً جواب مديرية قوى الأمن الداخلي ليؤكد على عدم وجود مضبوطات،علماً أن المضبوطات في لغة القانون تشكل أدلة الثبوت القاطعة في القضايا الجنائية،فما الذي سيتغير في مسار المحاكمات التي شارفت على نهايتها؟والسؤال الأهم من هو المنفذ الحقيقي للتفجرين المدبّرين؟
منذ عقود وطرابلس تتجرع ضريبة الدم فداء عن أهلها وعن كل اللبنانيين،فهل تنصف عدالة الأرض مؤمنين قضوا رافعين أياديهم تحت سقف بيوت الله؟ "أيلول عا الأبواب" وتشرين قد يذرف الدمع الحزين على غياب شهداء الإيمان والدين.