باسيل الفائز بالتزكية... ينافس نفسه!

باسيل الفائز بالتزكية... ينافس نفسه!
باسيل الفائز بالتزكية... ينافس نفسه!
قد يكون من الصعب منافسة الوزير جبران باسيل على رئاسة "التيار الوطني الحر"، بعد تجربة النائب الآن عون، الذي رأى في حينه أن الإنسحاب من المعركة أفضل من الإستمرار فيها، وذلك لأسباب لم تعد خافية على أحد، وهو سجّل في حينه عتب المحب على خاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي غلّب الدفّة لمصلحة صهره.

المطلعون على كيفية عمل الوزير باسيل داخل "التيار البرتقالي" وخارجه يعرفون بأي دينامية يتحرّك على أكثر من جبهة وفي الوقت عينه، ويهتمّ بأدق التفاصيل، التي يفصّلها على قياسه، بحيث يُصعّب المهمة على أي شخص يريد منافسته أو حتى مجرد التفكير بهذا الأمر، حتى أنه أستطاع إبعاد من حاول معارضته من الداخل، الأمر الذي جعله "الآمر والناهي" من دون منازع، حتى أن رأيه لا يُناقش، لأن من يجروء على هكذا مغامرة يعرف مسبقًا أن معركته خاسرة، أولًا، لأنه يدرك تمام الإدراك أن حججه لا تضاهي حجج من يعترف لباسيل بحدّة ذكاء تمكّنه من مقارعة الخصوم فكم بالحري الأقربين، وهو لديه قدرة إقناع إلى درجة أنه يستطيع أن يقنع محاوريه بأن الأبيض أسودَ، والأسود أبيضَ، وهذا الأمر يجعله متقدمًا على منافسيه بأشواط، والدليل أن لا أحد من المحازبين حاول التقدم بترشيحه، أقله للحفاظ، ولو صوريًا، على ديمقراطية تفتقدها الأحزاب عادة.

أما ثاني الاسباب فتعود إلى الغطاء الذي يؤمّنه الرئيس عون لباسيل بـ"المونة"، وهو غطاء غير مؤمّن لغيره، على رغم محاولات البعض التغريد خارج السرب، وهي محاولات خجولة ولن ترتقى إلى مستوى المنافسة الجدّية، وذلك عن طريق تجميع بعض من المعارضين لنهج باسيل، الذي يبقى حتى إشعار آخر "الرئيس" الوحيد، الذي عرف كيفية الإمساك بالمفاصل الحساسة، أو ما يُعرف بـ"مفاتيح" الحلّ والربط.

وبما يشبه "ضربة معلم"، ولأن لـ"المرأة العونية" مكانة متقدمة في صفوف "التيار"، ترشّح باسيل وعلى لائحته سيدتان لنيابة الرئاسة، الأولى للشؤون السياسية، والثانية للشؤون الإدارية، إستطاع أن يدخل نهجًا غير متبع في الأحزاب الأخرى، حيث للمرأة دور ثانوي. وهذا الأمر من شأنه أن يعطيه أرجحية على غيره، حتى ولو كان ثمة مرشحون محتملون، في الوقت الذي حُكي عن سعيه إلى ترشيح أحد الحزبين من غير المسيحيين، وذلك لإظهار مدى إنفتاح "التيار" وعدم تقوقعه في خانة طائفية، إنطلاقًا من تكريس مبدأ الحزب العلماني كمقدمة للدولة المدنية، إلاّ أن هذا الأمر لم ينجح لأسباب عدّة، وقد يكون أولها أن الأرضية الحزبية غير مؤهلة بالقدر الكافي في الوقت الراهن.

وأيًّا تكن الإعتبارات التي أملت عدم ترشّح أحد ضد باسيل، فإن هذه العملية ستكون مادة دسمة بين أيدي المعارضة العونية، التي بدأت تتمظهر وتتكودر، إستعدادًا للمراحل الآتية، خصوصًا أن بعض رموز هذه المعارضة لا يزالون يعتبرون أنفسهم  في صلب التركيبة الحزبية داخل "التيار"، الذي لم يطّوبه أحد بإسم باسيل أو غيره، وأن الأمور مرهونة بأوقاتها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى