إستحوا... هذا ما فعله المطران عبد الساتر!

إستحوا... هذا ما فعله المطران عبد الساتر!
إستحوا... هذا ما فعله المطران عبد الساتر!

عندما سُرّب الخبر أن الراعي الجديد لأبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر قد باع السيارات الفخمة التابعة للأبرشية وأشترى بدلًا منها سيارات عادية، ومن بينها واحدة لتنقلاته الشخصية، ظننت للوهلة الأولى أن ثمة جهة معينة تحاول إظهار صورة المطران الجديد على أنه يتبع تعاليم قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، وقلت بيني وبين نفسي أن في الأمر مبالغة، لأن هذا الأمر لم نعتد عليه في السابق، وهي ظاهرة لم يسبقه إليها أحد من قبل.

ولكن عندما أصدر بيانًا دعا فيه رؤساء مدارس الحكمة بكل فروعها إلى ألاّ يكون القسط المدرسي في تلك المدارس عائقًا أمام أي طالب راغب في العلم، "وعليه فإن أبواب مدارس الحكمة مفتوحة أمام جميع أبنائنا،" تيقنت أن "سيادته" لا يسعى إلى تسويق نفسه على أنه "مطران الفقراء"، بل هو كذلك بالفعل والقول.

مَن مِن الأهل لا يعتل همًّا في كل مرّة يقترب موسم المدارس، وكم هو كبير هذا الهمّ، إلى درجة أن معظم الأهل يحرمون أنفسهم من أشياء كثيرة، ليست من الكماليات، من أجل تأمين أقساط المدارس، التي "تسلخ" سلخًا ولا ترحم ولا تحسب أي حساب للظروف الإقتصادية الصعبة التي يمرّ بها الجميع من دون إستثناء.

فأقساط المدارس، ومن بينها المدارس الكاثوليكية، يُحسب لها ألف حساب، وهي في تصاعد صاروخي، سنة بعد سنة، من دون حسيب أو رقيب ومن دون الأخذ في الإعتبار ظروف العائلات المستورة، وكأن العلم حكر على أولاد الأغنياء فقط.

يُقال، وهذا ما لم يقله المطران عبد الساتر، "يللي ما معو يعلم ولادو بالمدارس الخاصة خليه يروح ع المدارس الرسمية". قد يكون في ما يقوله بعض هؤلاء حق لا يُراد منه باطل، وكان من السهل على المطران الجديد أن يقول الكلام نفسه، وهو يعرف وهم يعرفون أن مستوى التعليم في المدارس الرسمية، وبالأخصّ في المراحل الإبتدائية والتأسيسية ليس بمستوى المدارس الخاصة، وهذا واقع يعترف به الجميع، بغض النظر عن المستوى العالي في المراحل الثانوية.

لم يكن المطران بولس مضطّرًا لفتح أبواب مدارس الحكمة أمام جميع أبناء الرعية، وكان من السهل عليه أن يغضّ الطرف ويتجاهل ما يعانيه أهل رعيته. لكنه فضّل أن تتحمّل الأبرشية، وهي ليست فقيرة بل غنية بنعم الله، جزءًا من أقساط بعض التلاميذ، الذين يرغبون بالعلم ولكن "عينهم بصيرة ويدهم قصيرة".

وقف الراعي إلى جانب أهل رعيته، وهو على إستعداد كما باع السيارات الفخمة، أن يبيع السلاسل والصلبان المصنوعة من الذهب الخالص، من أجل أن يرفع عن كاهل الأهالي بعضًا من الأعباء، التي تهدّ الحيل والجبال.

ما فعله المطران بولس كان سبقه إليه الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي اغناطيوس داغر التنوري عندما رهن أملاك الرهبانية لفرنسان إبان مجاعة الحرب العالمية الأولى، من أجل شراء القمح لإطعام شعبه. وعندما راجعه بعض الرهبان قال لهم: بماذا تفيدني الأراضي والأملاك عندما لا يعود فيها ناس؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى