واذا كان السيل قد بلغ الزبى نتيجة عدم كبح مواقف أسود الهجومية أو استنكارها، الا أن أسباباً متجذّرة وغير آنية، كان لها دورٌ مركزيّ في تعطيل عجلة "السيارة الباسيلية". وتُسلّط الأضواء على ما كان يدور في كواليس كوادر "التيار الأزرق" وقاعدته الشعبية من جدل متعاظم عن الجدوى من الحوار مع باسيل صاحب الأوراق المكشوفة في الطروح والرؤى، وفق ما يقول مصدر قيادي في "المستقبل" لـ"النهار"، مضيفاً: "أصرت القيادة على عقد اللقاء، انطلاقا من قاعدة أن الحوار يعقد بين القوى السياسية المتباينة. تفاقمت الاعتراضات المستقبلية وشابَ تململ كبير وتعاظمت ردود الفعل. وعزم البعض على حضور اللقاء واستفزاز باسيل بالأسئلة، فيما قرر آخرون المقاطعة. وتعددت صيغ رفض الزيارة وخيارات التعامل معها". ويرتاح القيادي الى "الغاء اللقاء، ما قلّل الخسائر التي كان سيتكبّدها المستقبل على المستويين الشعبي والحزبي"، مؤكّداً أن "قرار الالغاء اتخذه الرئيس الحريري في ظلّ دعوة كانت موجّهة الى رئيس تيار سياسي".
كيف ينظر "التيار الوطني" الى الغاء الزيارة؟ يقول نائب بارز في تكتل "لبنان القوي" لـ"النهار" إن "هناك تباينات طبيعية على المستوى السياسي مع تيار المستقبل، لكنها لا تفسد العلاقة بين المكونين، ولسنا في وضع متشنّج أو في خصومة. وهناك رؤوس حامية في بعض الكوادر التي لا تريد تحقيق أي تقارب بين السياسيين، خصوصاً اذا ما كانوا سابقاً في عِداد الخصوم. سنصل الى وضعية نتخطى فيها الاختلافات في ظلّ نظام ديموقراطي، وهناك استحقاقات مهمة تنتظرنا من ماكينزي الى سيدر والكهرباء في ظلّ وضع مالي واقتصادي في الحضيض، والا فلنذهب الى تغيير الحكومة". ولماذا لم يستنكر "التيار الوطني" تغريدات أسود؟ يجيب: "نحن حزب سياسي ديموقراطي ولدينا استراتيجية عامة للتيار الوطني، ولا نقوم بأية اجراءات تضر بمصالح التيار السياسية، لكن هناك حرية التكلم والتحدّث، وأسود من القياديين الاساسيين في التيار ويتحمّل مسؤولية مواقفه، علما أن التيار لا يكمّ أفواه نوّابه".
لم ينسف الغاء زيارة باسيل المشروع الحواري الذي يقوده "تيار المستقبل". وعلمت "النهار" أن التحضيرات مستمرّة لعقد اللقاء الحواري الأوّل الشهر المقبل، على أن يكون الضيف الأوّل حليفاً استراتيجياً، فإما الحزب التقدمي الاشتراكي وإما "القوات اللبنانية"، على أن يتم الاعلان عن المناسبة عند انتهاء التحضيرات التنظيمية.