تحت عنوان إنقلاب على مصالحة قبرشمون... وجنبلاط ينتفض، كتب أسعد بشارة في "الجمهورية": لم يكد شهر العسل القصير بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والعهد يبدأ حتى انتهى بسرعة قياسية، وأطلق جنبلاط مواقف عنيفة ضد العهد، أخذت في طريقها، زيارته الى قصر بيت الدين وزيارة نجله تيمور الى اللقلوق، كما ألغت ايّ احتمال لتطوير العلاقة الفتية الى ما يقارب الهدنة.
ماذا حصل؟ ولماذا انقلب سحر بيت الدين على ساحر الخلاف المستجد؟ وما هي الأسباب؟
الواضح أن الكيمياء المفقودة بين عون وجنبلاط، لا تزال تؤدي دوراً أساسياً، في الجفاء المغلّف بواقعية سياسية يمارسها جنبلاط حصراً. تروي إحدى الشخصيات المنتمية الى 14 آذار أنّ جنبلاط عندما زار العماد عون في باريس عام 2005، قبل عودته الى بيروت، لم "يصمد" عند عون اكثر من 10 دقائق. وتضيف: رافقته الى مدخل منزل عون، وسعيت الى مقهى قريب متوقعاً أن انتظره ساعة او ساعتين، وما كدت أجلس الى الطاولة، حتى رأيته «قبالتي»، وانتهى لقاؤهما قبل أن يبدأ، إنها الكيمياء المفقودة.
وفضلاً عن الكيمياء المفقودة، لا بدّ من تتبع ما حصل بعد المصالحة الجنبلاطية مع العهد، إذ تشير مصادر مطلعة الى ان جنبلاط قرر تسليم جميع المطلوبين في قضية قبرشمون، كما تم الاتفاق عليه، وهم 13 مطلوباً سلموا جميعاً، في حين أنّ المطلوبين من الطرف الارسلاني الذين تم الاصرار على كونهم شهوداً، سلموا واطلقوا في اليوم نفسه، على الرغم من اعتراف بعضهم بأنهم اطلقوا النار، ورست الامور على اقتصار التوقيف على مناصري جنبلاط، دون مناصري ارسلان، وعلى الرغم من الوساطات التي تولاها الرئيس نبيه بري كونه راعي المصالحة، لم يصحح الوضع، ما اغضب جنبلاط الذي شعر بأنه تمّ النكث بالاتفاق والمصالحة.
وما اغضب جنبلاط ايضاً وجعله يخرج عن صمته، حملة التوقيفات التي طالت مناصريه، حيث أوقف البعض منهم أسبوعاً، وأوقف آخرون لمدد مختلفة، بتهمة إهانة رموز الدولة، فيما كان مناصرو "التيار الوطني الحر" يشنون على جنبلاط شخصياً وعلى نوابه وقيادات الاشتراكي وشخصيات سياسية اخرى حملات استعملت فيها الكثير من التعابير التي استعملها مناصرو الاشتراكي، ما حداه على التوجه الى العهد بالقول : علموا مناصريكم الادب.