لم تعد التحرّكات الشعبية التي تشهدها مناطق لبنان قاطبة منذ أيّام مجرد احتجاجات "بنت ساعتها"، بل تحولت إلى "ثورة" حقيقية لشعب وصلت به الأمور حدّ الإنفجار، ليجعل الشارع ملعب "مليونيته" صارخا "كفى".
طرابلس لم تنم، بادر عمال النظافة ومتطوعون على تنظيف ساحة "النور" وبقية الشوراع استعدادا لليوم الأحد. كان الصباح في طرابلس امتدادا لثورة الأمس، فتهافتت الحشود إلى ساحة "النور" منذ الصباح الباكر معلنة إشراقة جديد لشمس حرية تعطش لها الناس كثيراً.
تزينت الساحة بالطرابلسيين والطرابلسيات، شيبا وشبانا، نساء ورجالا وأطفالا، حاملين أعلاما واحدة هي الأعلام اللبنانية متحررين من كل قيد سياسي أو طائفي أو مذهبي.
اشتعلت الساحة بالأغاني الثورية مثل "يا ثوار الأرض" و"موطني" و"لبنان رح يرجع". وعلى وقع أغنية "أنا بتنفس حرية" أخرج الطرابلسيون صرخة كانت تختلج صدروهم لسنوات عجاف عانوا فيها ما عانوه من سلطة أفقرتهم وأهملتهم ووصمت مدينتهم بأبشع الأوصاف إلى أن خرجوا اليوم موحدين "متنفسين الحرية".