أركان السلطة مربكون: هل يُسكِتون الناس بالعصا أم بالجزرة أم بالإثنتين معاً؟

أركان السلطة مربكون: هل يُسكِتون الناس بالعصا أم بالجزرة أم بالإثنتين معاً؟
أركان السلطة مربكون: هل يُسكِتون الناس بالعصا أم بالجزرة أم بالإثنتين معاً؟
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": في اليوم الثاني من الانتفاضة، سُئل أحد أركان السلطة عن موقفه، فقال: "اتركوهم بعض الوقت. سيتعبون. عندنا ألف طريقة لإحباطهم. "روقوا علينا وسترون". وبعد ثلاثة أيام، سُئل هو نفسه عن الموقف فقال: "لا. الأمور ليست مزحة، كما كنّا نتصوَّر. إنها لعبة "كباش"، وللمرة الأولى، نشعر بأنّ الضغط على ذراعنا كبير جداً". وهكذا... يقع أركان السلطة في الإرباك: هل يُسكِتون الناس بالعصا أم بالجزرة أم بالإثنتين معاً؟
مَن يَسمع ما يقوله أركان السلطة هذه الأيام يمكنه إدراك ما جرى من أحداث خلال الأسبوع الأول من الانتفاضة، وما هو متوقَّع. فمن الواضح أنّ السلطة تتدرَّج في استخدام الأساليب لإحباط الانتفاضة، على النحو الآتي:

1- في اليومين الأولين، كان رهان السلطة على إظهار الانتفاضة، عملاً استعراضياً سينتهي سريعاً. لذلك، وعد الحريري بمهلة 72 ساعة لاتخاذ موقف.

2- في اليوم الثالث، تصاعدت النقمة، فخرج مجلس الوزراء بما سمّاه "ورقة الإصلاحات" التي كُتبت عشوائياً ومن دون أي درس، وهي لا تتضمّن سوى عناوين، بعضها غير قابل للتنفيذ وبعضها الآخر من نوع الخِدَع الجديدة - القديمة.

3- كانت السلطة قد حضَّرت نفسها لمرحلة ما بعد "الورقة" بالترغيب والترهيب: الترغيب في "الإصلاح" المزعوم، والترهيب بـ"الزعران". ففي اللحظة التي انتهى فيها الأمين العام لمجلس الوزراء من تلاوة "المقرّرات"، بدأت حملة ضغوط ميدانية قوامها "الموتوسيكلات"، أولاً. لكن الجيش أحبطها سريعاً وبحزم.

4- في الأيام الثلاثة الأخيرة، لم يبقَ لبعض السلطة إلّا المراهنة على دور قمعي، أو ترهيبي على الأقل، للقوى الأمنية الرسمية، لكن الجيش ماضٍ في النهج الذي عبّر عنه في بيانه، والذي يتضمّن اعترافاً نادراً بأحقية مطالب الناس، إضافة إلى دوره الطبيعي في حماية الجميع: البلد والمؤسسات والشعب.

5- ظهرت ملامح افتعال انشقاقات بين الموجودين في الشارع، بإعادة فرزهم وإذكاء النعرات التقليدية في ما بينهم. وقد باءت بالفشل.

6- تزايدت عمليات استهداف الناس أمنياً في مناطق عدة لتصويرهم مشاغبين أو لتخويفهم وإحباط حراكهم.

7- برزت محاولات لفرز شارع مقابل شارع. وهذه العملية خطرة جداً لأنّها تمهِّد لمواجهة بين الناس، أي لحربٍ أهلية. وبالتأكيد لا حظّ لها لأنّها ستظهر أي شارع هزيلاً جداً أمام الحراك الشعبي.

إذاً، حتى اليوم، كل محاولات الإسقاط والإسكات باءت بالفشل. ويقول أحد المعنيين بالانتفاضة: ما كان الرئيس الحريري ليتنازل ويقول شيئاً لولا صمود المنتفضين، وهذا ما اعترف به هو شخصياً.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى