الشيعة المعترضون لم يحظوا بأي دعم خارجي

الشيعة المعترضون لم يحظوا بأي دعم خارجي
الشيعة المعترضون لم يحظوا بأي دعم خارجي
أثارت مشاركة المناطق الشيعية في الاحتجاجات التي تجتاح لبنان منذ أكثر من أسبوع، جدلا واسعا داخل المكونات السياسية المناوئة لحزب الله، حول تقصير ارتكبته التيارات السيادية في التعامل الإيجابي مع أعراض الاعتراض داخل الطائفة الشيعية منذ سنوات ضد الهيمنة التي يمارسها حزب الله بزعامة حسن نصرالله وحركة أمل بزعامة نبيه بري على مسارات الطائفة الشيعية ومصائرها.

وتعترف قيادات مخضرمة داخل تحالف 14 آذار أن التيارات والأحزاب السياسية التي انخرطت داخل هذا التحالف منذ آذار 2005، لم تكن تعرف حقيقة الجدل داخل الطائفة الشيعية، ولم تبذل جهدا لفتح نقاش حقيقي مع التيارات الشيعية مفضلة الاستسلام الكامل لقدرية سطوة الثنائية الشيعية على الشيعة في لبنان.

ورغم أن وجوها وقيادات سياسية وفكرية واجتماعية شيعية شاركت في حراك 14 آذار وكانت من الأركان القيادية لهذا التحالف وجاهرت بالتحدث باسمه، إلا أن التحالف السيادي ظل يتعامل مع هذه التيارات الجريئة داخل الطائفة الشيعية بصفتها استثناء يؤكد قاعدة أن شيعة لبنان يوالون حزب الله وحركة أمل.

ويروي أحد هذه القيادات الشيعية المناوئة لحزب الله أن "خيار الاعتراض الشيعي داخل البيئة الشيعية كان خيارا مستقلا عن أي تيارات سياسية لبنانية ولا يحظى بأي رعاية إقليمية، وأن هذه التيارات لم تتراجع عن خياراتها في اعتبار الدولة ممثلا وحيدا للبلد والتمسك بالجيش اللبناني جهة مسلحة وحيدة للدفاع عن البلد، على الرغم من حالة التواطؤ الجماعي الذي مارسته كافة القوى السياسية لتهميشها".

ويضيف القيادي في تصريح لـ"العرب" أن "قوى 14 آذار لم تهتم لخطابنا واعتبرته مغامرا حالما، ولم تتجرأ على ضم شخصيات شيعية مناوئة لحزب الله إلى لوائحها الانتخابية، وتحفظت على دعم لوائح الشيعة المستقلين في الدوائر الانتخابية الشيعية في الجنوب والبقاع الشمالي في لبنان".

ويقول مصدر آخر من داخل تيارات الشيعة المعارضين لحزب الله إن "سطوة حزب الله على الطائفة الشيعية لم تأت من خطاب المقاومة فقط، بل من ثقل استثمار مالي ضخم لشراء شعبية هذا الحزب، من خلال إنشاء مؤسسات تشغيل ومؤسسات اجتماعية وإنمائية وصحية وغيرها، هيمنت على يوميات المواطن الشيعي، وإن إيران لم تبخل بتقديم الدعم المالي لمساعدة الحزب في الحفاظ على نفوذه لدى الطائفة الشيعة".

ويضيف المصدر أن "الشيعة المعترضين لم يحظوا بأي دعم خارجي، لاسيما من الدول التي كانت تدعم جهات لبنانية معارضة لحزب الله، مثل حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وتيار المستقبل بقيادة رئيس الحكومة سعد الحريري".

وتحفظت السعودية التي كانت تسعى لمنافسة إيران على النفوذ في لبنان ودعمت حلفاءها، على تقديم دعم واسع لتيارات الاعتراض الشيعية على حزب الله في لبنان.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى