تحت شعار "أحد التكليف"، واصل اللبنانيون تحركاتهم الإحتجاجية في الشارع لليوم التاسع والثلاثين على التوالي، للمطالبة بتشكيل حكومة "تكنوقراط" لإصلاح الأوضاع الإقتصادية في البلاد، ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين. وحمل المحتجون الأعلام اللبنانية مطالبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتكليف شخصية بتأليف حكومة تكنوقراط قادرة على إنقاذ البلد من الأزمتين السياسية والاقتصادية.
ومساءً، تجمّع المحتجون في ساحتي الشهداء ورياض الصلح في وسط بيروت، وكذلك في ساحنة النور بمدينة طرابلس، وساحة دوّار إيليا في مدينة صيدا ومدينة صور، على وقع الأناشيد الوطنية والتلويح بالأعلام اللبنانية فقط، إضافةً إلى مناطق أخرى. وفي طرابلس شارك وفد من المنتفضين آتياً من منطقة عاليه في اعتصام ساحة النور، في دلالة على العيش المشترك وعدم التفرقة بين المذاهب والاديان.
وكان المتظاهرون نفّذوا تجمّعات على عدد من الشواطىء للتأكيد على حقّ اللبنانيين بالإفادة من الشاطىء ورفضاً للأملاك البحرية غير الشرعية. وقد أقام المتظاهرون في كورنيش عين المريسة في بيروت حلقات الدبكة والرقص وافترشوا الرصيف حيث تناولوا "الترويقة اللبنانية"، كما نصبوا بعض الخيم.
وشهدت الواجهة البحرية في مدينة صيدا تجمّعاً لمحتجين حضروا للمشاركة في نشاط "خبز وملح" الهادف إلى كسر كلّ الحواجز المناطقية والطائفية.
كما شهدت طرابلس مسيرات جابت الشوارع الرئيسية وكلّ الأحياء الداخلية، مطلقين الهتافات المنددة بالأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة، ومطالبين بتشكيل حكومة بشكل سريع، كي تستجيب لمطالب الحراك الشعبي. كذلك انطلقت من مرفأ الصيادين في ميناء المدينة، مسيرة بالمراكب البحرية تحت عنوان "ما خلونا نفوت بالبر لح نفوت بالبحر".
وتحت عنوان "خبز وملح ع تل زغرتا، كلنا مجموعين حول لقمة ودبكة من الشمال الى الجنوب للبقاع والشوف"، نظمت مجموعة الحراك الشعبي في زغرتا تجمعاً في اطار الدعوة الوطنية التي شملت المناطق اللبنانية كافة.
وفي صور، نظّم شباب في ساحة المدينة فطوراً، تحت شعار "خبز وملح"، وأحضر المشاركون الطعام من منازلهم وافترشوا الساحة، مطلقين هتافات تدعو إلى تشكيل حكومة إنقاذ.
وجالت مسيرات شعبية بلدة كفررمان الجنوبية، رافعة لافتات دوّن عليها: "نريد خفض سن الاقتراع"، و"نريد ضمان الشيخوخه"، و"ضد واشنطن وأزلامها"، و"بيروت النبطية معك للموت"، و"يسقط حكم المصرف"، وذلك بمواكبة قوات أمنية. وردّد المشاركون هتافات، منها: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ثورة ثورة"، وانضم إليهم الفنان مارسيل خليفة.
إلى ذلك شهدت وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، دعوات مكثفة للمشاركة في إضراب عام يوم غدالإثنين. وإضافةً إلى تسريع عملية تشكيل حكومة تكنوقراط، طالب المحتجون بانتخابات مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين داخل السلطة، ورحيل بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والإفتقار للكفاءة.
){kind=link}