أخبار عاجلة

لا موعد للاستشارات النيابية في غياب التوافق... بوادر أمل غربية تلوح في الافق

لا موعد للاستشارات النيابية في غياب التوافق... بوادر أمل غربية تلوح في الافق
لا موعد للاستشارات النيابية في غياب التوافق... بوادر أمل غربية تلوح في الافق
بات من شبه المؤكد أن جميع التوقعات التي قيلت عن قرب تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة ذهبت أدراج الرياح، والتوافق الذي قيل أن سمير الخطيب قد ناله لحق بموعد الاستشارات النيابية لتعود  الأمور الى نقطة الصفر، على وقع التأزم الاقتصادي والمالي الحاصل في البلاد وفي ظل غياب كامل للدولة عن السعي الى ايجاد الحلول المناسبة.

لا استشارات نيابية
اذاً، يبدو واضحاً أن كل التوقعات التي تردّدت عن استعجال موعد الاستشارات ذهبت أدراج الرياح أمس، مع انكفاء بعبدا عن أي مبادرة واستمرار التبريرات غير المقنعة للتأخير في الاستشارات بما يؤكّد أن إسم المرشح الأخير الذي تسرّب أول من أمس أي سمير الخطيب لم يرس على بر جدّي بعد، أقلّه حتى الساعات الأخيرة. ولذا بدا لافتاً ما كشفه رئيس مجلس النواب نبيه بري للنواب، من بعض جوانب مفاوضات التأليف والتكليف و"كيف يتم حرق أسماء المرشحين المحتملين" لرئاسة الحكومة، وقال لهم: "استروا ما سمعتوا منا". ومما نقل عنه أن بهيج طباره اتُفق عليه ثم ضُرب.

وبحسب "الأخبار" أنه وبعد التداول باسم المهندس سمير الخطيب باعتباره الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة، تراجعت يومَ أمس حظوظ الرجل كما حظوظ أي اسم آخر من المرشحين المحتملين الذين يشترطون الحصول على دعم علني من الحريري كما من رؤساء الحكومة السابقين ودار الفتوى وهذا ما لم يتوافر حتى الآن. وأكدت مصادر سياسية أن "الأمور لا تزال في دائرة المراوحة"، خصوصاً أن "الحريري الذي أعلن انسحابه من سباق التكليف لا يزال غير متعاون، إذ لم يظهر أي نية لتغطية أي مرشح، كما لم يؤكّد مشاركته في الحكومة من عدمها، وهذا ما دفع رئيس الجمهورية الى تأجيل موعد الإستشارات".

الأزمة طويلة
ومن هنا، وبعما حسمت مصادر مقربة من قصر بعبدا أمس لـ"نداء الوطن" عدم الاتجاه إلى تحديد موعد للاستشارات النيابية هذا الأسبوع مبررة ذلك بأنّ الحريري "لم يعطِ موافقته بعد على إسم آخر لرئاسة الحكومة" بينما جاء كلام عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر عن أنّ الكتلة لديها مرشح واحد لرئاسة الحكومة هو الرئيس سعد الحريري ليزيد "الطين بلة" في الملف الحكومي، بعدما اتخذت قوى الثامن من آذار هذا التصريح مطيّة جديدة للتصويب على الحريري وإعادته مخفوراً إلى خانة العرقلة انطلاقاً من تهمة "أنا أو لا أحد".

وإذ شددت المصادر القريبة من بعبدا لـ"نداء الوطن" على أنّ "رئيس الجمهورية ميشال عون لا يريد للأزمة أن تطول لكن يبدو أنّ هناك من يريد ذلك"، لفتت إلى أنّ "عدم تحديد موعد الاستشارات يعود إلى وجود بعض العقد التي لا تزال تحتاج إلى حلحلة"، موضحةً في هذا المجال أنّ عون لا يرغب في "تخطّي موقف الطائفة السنيّة أو الإجماع السنّي ويفرض مرشحاً لرئاسة الحكومة، وأساساً لم يكن قصر بعبدا مَن طرح إسم رجل الاعمال سمير الخطيب لتولي رئاسة الحكومة بل بعض الكتل وتبيّن أنّ الأمر يحتاج إلى مزيد من الحوار للتوافق على إسم المرشح".

وعلى وقع هذا التجاذب الحكومي، رأت مصادر رفيعة في قوى 8 آذار لـ"نداء الوطن" أنّ "الأزمة ستطول على ما يبدو وبالتالي يجب إعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال"، محملةً المسؤولية في عدم التقدم باتجاه إجراء الاستشارات النيابية إلى الحريري وقالت لـ"نداء الوطن": "أولاً كاد اسم بهيج طبارة أن يمرّ ولكن الحريري تراجع عن القبول به وحرق الإسم كما فعل أيضاً مع محمد الصفدي، وسمير الخطيب الذي طُرح أخيراً لم ينل مباركة الحريري وحين قال الخطيب لبري عندما زاره "أنا أصحاب مع الحريري" أجابه بري "الصحبة وحدها ما بتكفي" فهو حتى الساعة لا يبدو أنه تمكن من الاستحصال على أي من الإيضاحات والإجابات التي كان من المفترض أن يستحصل عليها لتغطية ترشيحه". وتختصر المصادر الموقف بالقول: "نحن كقوى 8آذار نريد إما الاتفاق على الحريري رئيساً أو الاتفاق مع الحريري على رئيس للحكومة، ولكنه لم يتجاوب معنا في النقطة الأولى وحتى اللحظة لا يتجاوب معنا في النقطة الثانية"، مضيفةً رداً على سؤال: "لا بديل عن الحكومة التكنو - سياسية وأي حكومة خالية من السياسيين لن تمر في مجلس النواب".

الحريري شريك في الحل
وفي هذا السياق، وحصلت "الشرق الأوسط" على معلومات مستقاة من مصادر قريبة من الفريق الوزاري المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال عون تفيد بأن "التيار" و"حزب الله" يلتقيان على ضرورة أن يشارك الحريري بتوفير الحل، لأن الأزمة "عمرها سنوات نتيجة السياسات السابقة" وبالتالي فإن الإصرار على ترؤسه الحكومة المقبلة ينطلق من "وجوب أن يتحمل المسؤولية إلى جانب الجميع مثل غيره من القوى السياسية بإيجاد الحلول"، كما تشير إلى أن موقفهما يشير إلى ضرورة أن يتحمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أيضاً مسؤولية في هذا الخصوص، حتى لو كان بدرجة أقل من مسؤولية الحريري.

وتتحدث المعلومات عن منحى تبريري للتأخير بالإعلان عن موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة مقبل، تتمثل في القول إن الرئيس عون كان يسعى للدعوة إلى الاستشارات النيابية أخيراً، لكنه أرجأها بعد موقف الحريري الرافض لأن يكون اسمه مطروحاً لترؤس الحكومة المقبلة، قائلة إن موقف الحريري "أعاد خلط الأوراق من جديد". وشددت على أن "الحريري وجنبلاط يجب أن يتحليا بمسؤولية المشاركة بالإنقاذ كون الأزمة بلغت ذروتها الآن وهي نتيجة سياسات سابقة كان فريق الحريري وجنبلاط مشاركين فيها".

الانفراج قريب
في المقابل، وعلى الرغم من كل الأجواء السلبية التي نقلت، مصادر صحيفة "اللواء" تتحدث عن بعض الايجابيات، والمؤشرات والمعلومات توحي بأن خيار الانفراج أصبح الخيار الأكثر تقدماً، بدليل ما آلت إليه الاتصالات الدولية والعربية، فضلاً عن خطوات من شأنها، تصب في هذا الاتجاه.

وعلمت "اللواء" من مصادر دبلوماسية أوروبية واسعة الاطلاع ان المشاورات، التي لم تنقطع منذ اندلاع احداث 17 تشرين الأوّل الماضي، بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا  ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، والأطراف العربية رست على أن التوجه ينطلق من 4 نقاط جوهرية:

1- تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن، على ان يكون برنامجها اقتصادياً فقط، وينهض على خطة إنقاذية.

2- على ان يتضمن البيان الوزاري للحكومة المقترحة خطة اقتصادية للخروج من الأزمة خلال فترة زمنية وجيزة، والابتعاد عن الملفات السياسية والخلافية لا سيما سلاح حزب الله, وابقائه خارج السجالات والمناقشات العقيمة، بما في ذلك الاستراتيجية الدفاعية.

3- لا فيتو على تمثيل حزب الله في الحكومة، بشرط ان يتمثل بشخصية غير حزبية.

4- تقضي التفاهمات الدولية الجارية بتحريك فوري للمساعدات، بما في ذلك مساعدات نقدية عربية، وتأكيد على إطلاق مباشر بعد تأليف الحكومة لمشاريع "سيدر".

وإذا كان المناخ الدولي ماضٍ باتجاه المساعدة على تأليف حكومة سريعاً، برئاسة الرئيس سعد الحريري، فإن انطلاق الاستشارات الملزمة، وفقاً لأوساط بعبدا، بات متوقفاً على مسار موقف الرئيس سعد الحريري، الذي لم يخرج للحظة من مدار النشاط السياسي الآيل للبحث عن تسوية للأزمة، لا سيما بعد احداث عين الرمانة - الشياح وبكفيا وطرابلس.
قالت مصادر مطلعة عن قرب على الوضع الحكومي لـ"اللواء": هناك بعض التفاصيل التي تنتظر حسم بعض الكتل لموقفها نهائيا والامر يتبلور خلال الساعات المقبلة، بحيث يمكن ان تجري الاستشارات النيابية يوم السبت في حال حصل التوافق.

واضافت: لا تراجع عن النية في الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة حتى لو انه جرى استئخار الدعوة لفترة 48 ساعة وقالت ان التشاور بين الكتل النيابية حول اسم الرئيس المكلف هو السبب في هذا التأجيل التقني مع العلم ان الواضح هو ان ما من اسم محدد يعمل على توفير توافق نيابي حوله حتى وان كان سمير الخطيب لا يزال من ضمن الأسماء المرشحة.  ولفتت المصادر الى انه ربما تكون هناك مشكلة تتصل بإنقطاع التواصل مع الرئيس الحريري الذي تم الأتفاق معه في وقت سابق على ان الشخصية البديلة تكون مقربة منه. وعلمت اللواء ان هناك استياء من الحريري نفسه وقالت المصادر نفسها ان بيانه لم يوضح ما اذا كان راغبا في ان تتولى امرأة رئاسة الحكومه او انه يريد تمثيل نسائي في الحكومة مع العلم ان الحكومة ضمت قبل  استقالتها 4 وزيرات.

وكشفت المصادر ان رئيس الجمهورية  لن يوقع على حكومة لا تؤمن مصلحة البلد مشيرة الى ان الظرف استثنائي ويتطلب حكومة استثنائية. وقالت ان المطلوب من الحكومة إجراءات واعادة انتظام البلد ومكافحة الفساد ومكافحة تهريب الأموال.

الجامعة العربية على خط الأزمة
وسط هذه الأجواء، كلّف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الأمين العام المساعد السفير حسام زكي بالتوجه الى بيروت موفداً شخصياً من قبله بهدف اللقاء مع القيادات اللبنانية، ومن المنتظر أن يبدأ موفد الجامعة اتصالاته اليوم في بيروت حيث يلتقي كلاً من الرؤساء الثلاثة، وكذلك قائد الجيش العماد جوزيف عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بالإضافة إلى بعض اللقاءات الأخرى مع قيادات سياسية وفعاليات للتعرف على صورة الوضع الحالي بدقة.

وقالت مصادر مطلعة على الزيارة لـ"نداء الوطن" إنّ زكي سيبلغ الرؤساء الثلاثة "رسالة شفهية من أبو الغيط تؤكد وقوف الجامعة العربية إلى جانب لبنان في هذا الظرف الدقيق، واستعدادها للقيام بما يساعد اللبنانيين على تجاوزه في أقرب وقت وبأقل خسائر". في حين علمت "نداء الوطن" أن الرسالة تتضمن "حرص الجامعة العربية على استقرار لبنان والسلم الأهلي فيه، وحثه على ضرورة معالجة الأزمة السياسية على نحوٍ يُلبي التطلعات المُحقة للشعب اللبناني، بشكل يحول في الوقت نفسه دون انزلاق البلد إلى أوضاع سياسية واقتصادية خطيرة خصوصاً إذا طال أمدُ الأزمة من دون مخرج".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى