وفي التكليف يصرّ "حزب الله" على إبقاء موقفه من تسمية الحريري أو الامتناع طي الكتمان حتى اللحظة الأخيرة، والأرجح أن يلتزم موقفه السابق بالامتناع عن التسمية والاكتفاء بإعطاء الثقة، اللهم إلا في حال شعر بأن التسمية في مثل الظروف التي تمر فيها البلاد باتت حاجة ملحة على مستوى منع الفتنة السنية - الشيعية. وعلى عكس "حزب الله" يميل "الحزب التقدمي الاشتراكي" إلى تسمية الحريري للتكليف لكن من دون المشاركة في الحكومة، ولو أنه كما غيره من القوى آثر عدم إعلان موقفه ربطاً بالتطورات التي يشهدها الشارع وسط الخشية من أن تؤدي إلى إرجاء الاستشارات النيابية مجدداً.
لكن إذا حصل وتيسّر التكليف فقد لا يسير التأليف بسهولة ويُسر بالنظر لما يعتريه من صعوبات متصلة بالشكل والمضمون معاً، بدءاً من الكيمياء التي باتت مفقودة بين عون والرئيس المكلف إلى ما دونها من تفاصيل. في الأساس لا يزال عون كما رئيس "التيار الوطني الحر" على قناعة بضرورة اختيار شخص آخر غير الحريري لتشكيل الحكومة. لم تعد شخصية نواف سلام بعيدة من خياراتهما، بغض النظر عن موقف "حزب الله" السلبي منه.
وفي حين استمرت مصادر "بيت الوسط" وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس تنبّه إلى وجوب أن "يكون واضحاً لأي شخص يرشح الحريري أنه سيشكل حكومة خبراء فحسب"، كان "حزب الله" يجزم أن الإتفاق سبق وتم مع الحريري على حكومة تكنو - سياسية، مستبشراً بعدم اعتراض عملية التأليف عقبات كبرى، بالنظر إلى ما كانت عليه مطالب الحريري بابتعاد باسيل عن الحكومة وعدم تكليف الأحزاب لوجوه سياسية. والمرجح أنه سينال ما طلبه بحيث أن باسيل سيكون حكماً خارج التركيبة الحكومية العتيدة والوجوه الحزبية ستخرج بكاملها، وستتم تسمية شخصيات غير حزبية بالمباشر.
لكن المشكوك فيه أن يكون "حزب الله" و"حركة أمل" داخل الحكومة ويكون "التيار الوطني" خارجها، والمؤكد أن الثنائي الشيعي سيسعى جهده لتمثيل التيار في الحكومة.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا