'هيدا بلد مش دكان'!

'هيدا بلد مش دكان'!
'هيدا بلد مش دكان'!
كتبت ريما كركي لـ "لبنان24": لا شيء يبرر ما جرى بالأمس؛ ولا أول من أمس؛ ولا قبله ولا ما سيأتي في الأيام المقبلة. "فتنوي" سبّ أنبياء وأولياء؟ ليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فنحن نعلم أن "مين ما كان" بإمكانه في هذا الزمن أن يقول علناً "شو ما كان".. العبرة في ردّة الفعل إذا ما كانت "مؤمنة وحريصة"؛ أم اذا ما لبّت ولو من حيث لا تدري؛ غاية ورغبة من استفز!

أولاً أنتم نفّذتم أوامر "الفتنوي" الذي في الفيديو البارحة؛ وأحرقتم وطنكم وهاجمتهم شعباً كاملاً على صورة هزّ أمنه ورزقه؛ وأنتم كذلك يا جماعة أول من أمس "مش أنظم"؛ "كتيبة المؤازرة"، ففعلتم الشيء نفسه بحجة "الدفاع"؛ الدفاع عن "بيروت"؟؟ بيروت "السنية" تقصدون؟

 
بيروت كما طرابلس طاهرة ولا تقبل أن "توصم" بطوائف !! الطوائف خيانة للدين؛ الطوائف عار لا يقبل به الله؛ وبيروت كما طرابلس النقيّة، أبلغ وأعمق من حصر الإيمان في طوائف! 

هو "دفاع" و"دفاع مضاد" اذاً ؟ ممن وضد من؟ "من صبية  غير منضبتين"؟؟ والمفارقة انهم "الاكثر تعتيراً من الميلتين" !!! 

 
لعبة "الحرص" هذه سواء على الدين او على الطائفة؛ لعبة كافرة ! دفعنا ثمنها حروباً غبية قاتلة ! لن نعيدها ولن نحتمل أن تعاد!

الأنبياء والأولياء "ما عندهن مشكلة ينسبّوا"، وإلا لما كانوا استحقوا ما ميّزهم به الله! هم يسامحون ويستوعبون ويفكرون ويقلقون على الناس وعلى أرزاقهم وعلى إحساسهم بالأمان. هم منفتحون على "الشرير" بغية هدايته! هم لا يستفزّهم شيء لأنهم ممتلئون إيماناً صادقاً. هم يدركون أن لديهم أعداء ويتقبّلونهم ويسعون لاستقطابهم بالحب. لكنني لا أعرف ماذا كان يمكن  أن يكون رأيهم في ما جرى "من ردّة فعل"؟ما رأيهم في قتل وطن تحت أية حجّة حتى ولو كانت هم أنفسهم!

هم يكرهون ما يكره الله؛ والله أمآن وحب وتسامح ووسع. والله لا يعترف بالطوائف ولا يقسّم أنبياء وأولياء ولا يصنّفهم مجموعات. هؤلاء أكبر من زواريب الطوائف والطائفية وأكبر من ان يُصادَروا واكبر من أن يقبلوا أن يعيش الناس في رعب اذا ما "ضلّ" أحدهم عن رسالتهم !

ما جرى من ردّة فعل هو "السُباب" بالنسبة لهم ! لأن "من معهم" قد هاجموا أبرياء؛ وعرّضوا وطناً للخطر؛ وضلّوا عن إنتمائهم لهم ولفكرهم أصلاً ! فالأهم هو ما فعله بحقّهم "من هو معهم"؛ وليس من هو ضدّهم !

الانبياء والأولياء "ما عندهم مشكلة ينسبّوا" !

كذلك ينسحب الموقف في ما خصّ "الكتيبة الثانية"؛ "كتيبة" أول من أمس و"شغبها الدفاعي"؛ ما هكذا يكون شكل "الدعم والتعاون" ولا هكذا "نيّته" .... وضد من ؟؟

على من تضحكون جميعكم؟؟ 

انا أمٌ ؛ شهدت الحرب الاهلية.لممتُ جرحى وقتلى من الشباب والأبرياء بيديّ ؛ سالت دماؤهم من عروقي!! رأيت أرواحاً ملطخة بالألم ! "وجع" لا يحصى ولا يعد!  أناس لم أفهم لماذا ماتوا؟ لماذا تقاتلوا؟ وماذا حققوا؟ مشاهد "قاتلتُ" نفسي طيلة حياتي كي أنساها ! مشاهد قَتَلت حياتي كلها "قَتَلتها من جوا جوا" ! عشتُ في قلب معارك قادها "زعماء" سبّوا الدين "عملياً"؛ وبفيديوهات أبشع من فيديو ذاك الأهبل الفارغ؛  التابع "نظرياً" لجماعة الـ "عملياً" !

المهم وبعد كل ما عشناه من حروب:  فإنه من غير المسموح ان يكون الوطن "فشة خلق" ! لا بل جريمة أن يكون كذلك !"هيدا بلد مش دكان" !!!! وفي حال ارتأينا ان نكون ساذجين ونرى المشهد حصراً في مشهديته الظاهرة، فعلى الدولة ان تحمي "المندسّين" و"المتفلتين" من أنفسهم، تحميهم من ارتكاب جريمة بحق أهلهم .... ولبنان أهلهم ! 

ريا الحسن انت مسؤولة عن الأمن. عليك أولاً أن تأخذي إقراراً علنياً برفع الغطاء عن الجميع ، إقراراً من كل  المرجعيات فيما خص كل الحوادث التي جرت بالايام الماضية، كل الايام الماضية... رفع غطاء علني !

وبعدها عليك أن تحذّري من يعبث بالأمن "مين ما كان وتحت أي حجة كانت"! وأن تضربي بيد من حديد وتسحبي أي شخص "يلعب بالنار" ! تسحبيه من دون تردد ولا "تطنيش" !

فالسلم الأهلي خط أحمر؛ وفوق كل اعتبار !!!!

انت والرؤساء الثلاثة، أنتم المسؤولين عما يجري !!! وتحتاجون "استيقاظ ويقظة"!!  ما جرى في الأيام الماضية ممنوع أن يتكرر ! و"ما حدا عم بيعلمكن شغلكن" لكن المشهد بات مشبوهاً لحد كبير ومقرف وخطر !!

إلا اذا كان هناك اتفاقاً ضمنياً وسرّياً وما يجري هو "إنذار بالاخلاء"؛ ضد وقفة السلميين... عندها لا أعرف اذا ما كان "استعمال" الانبياء والأولياء مسألة إيمانية ووطنية؛ وكذلك حجة "المساندة" اذا ما كانت هي الأخرى،  تآخي "نظيف" ضد  أخ آخر !!

إنذار بالاخلاء ، هو اكثر ما كان يقتلني في "استراتيجيات اسرائيل" لإخلاء قُرانا من ناسها !!

لا تلعبوا بالوطن!  يكفيه ما فيه من سرقة وذل واستغباء ويكفيه بأحسن الاحوال تخاذل واهمال مسؤوليه في هذا الظرف المخيف !

"فيقوا بقى" !!!

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى