لبنان أمام 'شاقوفَيْن'.. حراكٌ مطلبيّ وسلطة مصالح!

لبنان أمام 'شاقوفَيْن'.. حراكٌ مطلبيّ وسلطة مصالح!
لبنان أمام 'شاقوفَيْن'.. حراكٌ مطلبيّ وسلطة مصالح!
تحت عنوان: "الحريري.. خياران مُكلِفان"، كتب نبيل هيثم في صحيفة "الجمهورية": لبنان، أمام "شاقوفَيْن"؛ الأوّل، حراك مطلبيّ مستمرّ منذ 60 يوماً، وحراكات أخرى نبتت حوله، مجهولة الأب والأم والمحرّك والموجّه والمدير، لكلّ منها وظيفته وأجندته، ولا يجمع بينها سوى النزول إلى الشارع، والثّاني، سلطة مصالح متحكمة بالدولة، أو بالأحرى سلطات متصارعة في ما بينها، وما بينهما حقيقة ساطعة مفادها: "طار البلد"، وبمعنى أدقّ "طيّروا البلد"!

عاد البلد ممّا يسمّى "المربّع الصفر" إلى مربعات ما دون الصفر، منزلقاً، أكثر إلى قعر هاوية، في السياسة والاقتصاد والأمن. لقد بات من السذاجة اعتبار ما يجري "ثورة" أو "انتفاضة" أو حتى "حراكاً". المواجهات العنفية، صارت «فولكلوراً» مسائيّاً، وتتدحرج، يوماً بعد آخر، ككرة نار تكبر، لن يكون من الممكن استيعابها بالغاز المسيّل للدموع، لتنذر بانفجار كبير.

المواجهات المفتعلة، صارت أشبه بلعبة النار التي يهواها الصبية، في أروقة السياسة أو في الشارع، والمحرّكون باتوا مكشوفين، ونجحوا في نقل البلد إلى مرحلة جديدة، تتجاوز أيّ مطلب اقتصادي - اجتماعي محقّ، ما يعني انّ السياسة غلبت المطالب وأسقطتها بالضّربة القاضية، ويتأكد ذلك من أنّ كل الأصوات الإصلاحية، حتى وإن كانت مجرّد أمنية أو كلام، لم يعد لها بعد الأسبوع الأول للأزمة أيّ تأثيرات على إيقاع الأحداث.

يتبدّى ذلك جلياً من ألاعيب الشارع، المتدرّجة في خطورتها في تبديل التكتيكات على نحو تصاعدي خطير، من قطع الطرقات، بكلّ ما تحمله عبارة "قطع طريق" من أبعاد استراتيجية، إلى افتعال الفتن المتنقلة تارة باستحضار "قادة المحاور" إلى "ساحات الثورة" استباقاً لاستشارات نيابية يُفترض أن تكون محكومة بأصول السياسة لا بغوغائية الشارع؛ وتارةً أخرى بافتعال الاستفزازات بأشكال متعددة، سواء أكانت "خيمة" مروّجة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي أم "فيديو" يتضمّن إساءات تجاوزت شتم الرموز السياسية إلى سبّ الرموز الدينية، لاستثارة شارع تتلاشى يوماً بعد آخر قدرته على ضبط النفس.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى