أما "التيار الوطني الحر" فتسود القناعة قيادته، بأنّها نجحت في قلب الطاولة بوجه الجميع بعدما تحمّلت زوراً كل ارتكابات الطبقة السياسية على مدى ثلاثة عقود، وقد تمّت مساواتها من جانب المحتجين في الشارع مع بقية شركائها الحكوميين... وها هي اليوم تستعيد زمام المبادرة.
للمرة الثانية على التوالي، يعلن الحريري إنّه يعتذر عن تكليف لم يحصل. ولكنها للمرة الأولى التي لا يتمنى فيها على رئيس الجمهورية تأجيل موعد الاستشارات النيابية لمزيد من التشاور. أعاد الكرة إلى ملعب الرئاسة الأولى، معلناً بصريح العبارة إنّه سيتوجه إلى الاستشارات على أساس أنه غير مرشح مع اصراره على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت... ما استدعى الردّ والتصويب من جانب فريق الرئاسة الأولى و"التيار".
يضحك العونيون في سرّهم حين يتلى "بيان العزوف" على مسامعهم. يقولونها من دون أن ينطقوا: لقد فعلناها. يزداد وضع الحريري تعقيداً. هو الذي لم يتخل يوماً عن رغبته في تأليف حكومة من جديد على الرغم من كل الممانعة التي أبداها. يعتقدون أنّ مصير الحريري الحكومي عاد إلى ملعبهم، وها هم يتحكمون به عن بُعد.
يصرّ أحد وزراء "التيار الوطني الحر" على حسم معادلة فريقه السياسي: لا للعودة إلى حكومة يترأسها الحريري، مهما قدّم الرجل من اغراءات ووعود وهدايا تسمح لهم بالعودة "منتصرين" إلى حكومة ما بعد الانتفاضة. مسألة غير قابلة للنقاش أو التفاوض، على الرغم من المحاولات التي قادها رئيس مجلس النواب نبيه بري طوال الأربع وعشرين ساعة الماضية لثني الوزير باسيل عن قراره.
ما لا يصدقه كثيرون، هو أنّ "التيار" لا يناور في قرار التمرّد على الصفّ الحكومي. هو مقتنع أنّ أي تجربة جديدة بقيادة الحريري لن تطعم خبزاً، لا بل ستزيد من أزمات "التيار" مع الرأي العام.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا