البلاد تعيش لحظات دقيقة.. الإستشارات على مقياس 'ريختر' اللبناني!

البلاد تعيش لحظات دقيقة.. الإستشارات على مقياس 'ريختر' اللبناني!
البلاد تعيش لحظات دقيقة.. الإستشارات على مقياس 'ريختر' اللبناني!
تحت عنوان الإستشارات على مقياس "ريختر" اللبناني!، كتب جورج شاهين في "الجمهورية": بمعزل عن موقف الرئيس سعد الحريري بأنّه لن يكون مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة، فقد كان ثابتاً ان الإستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلّف ستشهد ساعات من مخاض الولادة العسيرة. فتأجيلها للمرة الثالثة شبه مستحيل، إلّا في حال وقوع "زلزال" بالمقاييس المستنسخة لبنانياً عن "ريختر". ولذلك ستعيش البلاد لحظات دقيقة لبت التسمية، قبل ان تُستأنف المساعي لاستنباط "صيغة فذّة" مفقودة. وعليه ما هو الدافع الى مثل هذه التوقعات؟

لا تتفق المراجع المعنية والأكثر اهتماماً بتسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة على سيناريو واحد لِما هو متوقع في الساعات القليلة المقبلة. فسلسلة الإقتراحات التي ناقشها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الحريري، الذي كان المرشّح الوحيد للمهمة، لم تفتح ثغرة في سلسلة الجدران السميكة التي اصطدمت بها مشاريع تشكيل الحكومة الجديدة بالمواصفات المتعددة التي يطالب بها المدعوون الى هذه الإستشارات، وسط لغط كبير طاولَ مفاهيم الميثاقية والتوازنات الدقيقة القابلة للعيش في مجتمع تُقاس فيه المشاريع على عدد الأطراف المعنية بها، ولاسيما مجموعة الأقوياء الأربعة.

وأمام هذا التصنيف الغريب - العجيب لتركيبة السلطة في لبنان تتهاوى المشاريع المطروحة واحدة بعد أخرى، نتيجة الخلافات البينية بين من يمكن تسميتهم «حلفاء اللحظة السياسية» وبين من يتمتعون بتماسك قوي بإدارة ثنائية أو أحادية حكمت موازين القوى في المرحلة الأخيرة. ولذلك، باتت اللعبة مكشوفة الى درجة كبيرة لمجرد أنّ منسوب الصراع بلغ الذروة بين "الثنائية الشيعية" و"الاحادية السنّية". فلم يعد هذا الصراع وهماً، بعدما تحول أمراً واقعاً جديداً بدأت ترجمته الفعلية منذ أيام قليلة في الساحات "المستعارة" من "إنتفاضة 17 تشرين الأول"، الى درجة باتت تُنذر بالخطر الذي تتفوّق نتائجه السلبية على ما بلغه المأزق النقدي والإقتصادي.

ولذلك، تعزّزت كل المخاوف ممّا هو مُنتظر على الساحة اللبنانية. فكل الاقتراحات المالية والأوراق الاقتصادية وسلسلة الإجراءات النقدية التي حدّدها مصرف لبنان وتطبّقها المصارف بطريقة إفرادية قياساً على ملاءتها المالية تبخّرت واحدة بعد أخرى، وسط توقعات جدّية من بلوغ المرحلة الأخطر التي لا يمكن وصفها أو التكهّن بها بمظاهرها المالية والنقدية وربما الأمنية التي ستشكّل انعكاساً طبيعياً لها الى حدود الإنهيار الكامل الذي يتحدث البعض عنه من دون قفازات ومن دون الدخول في أي تفاصيل، بالنظر الى غموض السيناريوات المحتملة التي لم يعرفها لبنان وتحديداً القطاع المصرفي من قبل.

فبين الحديث عن الملاءة المالية للقطاع المصرفي، والتأكيد أنّ ما يحصل لا يعدو كونه أزمة عابرة تتصل بحجم السيولة بالعملات الأجنبية، تقف المعالجات الحكومية عاجزة عن طمأنة اللبنانيين والمسؤولين منهم قِبل المواطنين وسط عملية كباش تتبدّل مظاهرها بين يوم وآخر من دون أن تؤتي النتائج المرجوة منها.

عند هذه الحدود من المخاوف من الفتنة المذهبية التي تغذيها موجة "منظمة" من الشائعات، وإنكار الرعاية او تبنّي بعض الحركات الإحتجاجية العنفية، سعى اللبنانيون الى استكشاف ما شهدته "عين التينة" أمس الأول، أملاً بوجود مخارج قابلة للتطبيق للخروج من سلسلة المآزق. وهو ما عكسته أجواء "بيت الوسط" بعد لقاء "عين التينة"، والتي رغم تكتّمها حول ما دار فيها من مناقشات، ولاسيما الصيغ الجديدة التي تسرّبت بالقطّارة، فإنّ المشهد يبدو أكثر ضبابية من قبل عند الحديث عن ضرورة تقديم تنازلات متبادلة ولو كانت موجعة على المدى القصير، ففي المدى الأبعد أفق أوسع للحلول المرتجاة على أكثر من مستوى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى