بعدما قرأ جيدًا ما بين سطور موقف 'القوات'... الحريري ينسحب!

بعدما قرأ جيدًا ما بين سطور موقف 'القوات'... الحريري ينسحب!
بعدما قرأ جيدًا ما بين سطور موقف 'القوات'... الحريري ينسحب!
لا يمكن أحد أن ينكر ما لكل من تكتل "لبنان القوي" وتكتل "الجمهورية القوية" من حضور فاعل على الساحتين الوطنية والمسيحية، وما لهما من ثقل في معادلة التوازنات القائمة في البلد حتى إشعار آخر وحتى إلغاء الطائفية السياسية الواردة في إتفاق الطائف كشاهد زور على تقاعس من في أيديهم زمام الأمور، وكأن ثمة توافقًا غير رسمي بين جميع المكونات الطائفية على عدم تطبيق هذا البند الموضوع على الرّف منذ ما يقارب الثلاثين سنة، وهي الشاهدة على فشل الطبقة السياسية في تقديم الحلول الطويلة الآجال، وقد كان من بين نتائجها ما نشهده اليوم من إنهيار شامل وتام على كل المستويات.

فعدم تطبيق هذا البند الموضوع في ثلاجة الإنتظار مثله مثل إنشاء مجلس للشيوخ، وهما بندان متلازمان ومكملان الواحد للآخر، يعني أن لا خروج للبنان من أزماته المستعصية على الحل، بإعتبار أن الطائفية السياسية هي في صلب وفي أساس مسببات ما يعانيه لبنان اليوم، وما سيعانيه في المستقبل، مع بروز ما يسمى بـ"الميثاقية"، التي تُستعمل كقميص عثمان عند كل مفترق وإستحقاق، وذلك لتبرير الفشل الحاصل على مستوى المؤسسات وعلى مستوى الإنجازات التي لم تتحقق.

 

وفي نظرة إلى خارطة توزع النواب المسيحيين غير المنتسبين إلى التكتلات المسيحية الكبرى، يتبين أن ثمة ثلث مجموع النواب موزعين على الشكل التالي، بغض النظر عمن سيسمون لتكليفه تأليف الحكومة:

-كتلة تيار"المستقبل": نزيه نجم، هنري شديد، هادي حبيش.

-كتلة التكتل الوطني: فريد الخازن، طوني فرنجية، اسطفان الدويهي، فايز غصن.

- كتلة حزب التقدمي الاشتراكي: نعمه طعمـة، هنـري حلو.

- كتلة الوسط المستقل: جان عبيد، نقولا نحاس.

-الكتلة القومية الاجتماعية: أسعد حردان، سليم سعاده، البير منصور.

 النواب المستقلون: ميشال المر، أدي دمرجيان، بوليت ياغوبيان، شامل روكز، نعمه افرام.

- كتلة التنمية والتحرير: ميشال موسى، ابراهيم عازار.

-النائب ميشال معوض.

إنطلاقًا من هذه الخارطة يمكن القول أن تأجيل موعد إستشارات الأثنين لم تكن مبرّرة، إلاّ إذا كان ثمة أسباب أخرى لم تطفُ على سطح المعطيات الظاهرية، وهذا ما يدعو إلى جملة تساؤلات عن الأسباب الحقيقية التي جعلت الرئيس الحريري يتمنى على رئيس الجمهورية تأجيل هذه الإستشارات أسبوعًا آخر، إلاّ أن الرئيس ميشال عون قصرّ مهلة التأجيل إلى اليوم الخميس.

وفي أكثر من قراءة سياسية لموقف "القوات اللبنانية"، التي فجرّت قنبلة دخانية في وجه الحريري، لا تستبعد أن يكون له بعض من أوجه التماهي مع مواقف خارجية، على رغم نفي معراب لمثل هذه الأجواء، مع إصرارها على أن هذا القرار جاء نتيجة نقاشات ليلية طويلة أسفرت عما أسفرت عنه نتيجة معطيات محلية بحتة.

وفي إعتقاد البعض أن الرئيس الحريري فهم فحوى الرسالة القواتية وخلفياتها، وقرأ جيدً ما بين سطور هذا الموقف، وهو على هذا الأساس طلب تأجيل الإستشارات، وليس بسسب ما تناهى إليه عن عزم تكتل "لبنان القوي" وضع الإسم المرشح في عهدة رئيس الجمهورية، مع علم رئيس تيار "المستقبل" أن الميثاقية المسيحية مؤّمنة من غير "القوات" و"التيار الوطني الحر"، وبالتالي قرر الإنسحاب من المعركة، فاتحًا باب التكهنات على مصراعيه، الأمر الذي أربك الجميع، إذ أن الكتل النيابية تأتي إلى الإستشارات اليوم، إن لم تؤجل للمرة الثالثة، من دون معرفة الإسم المتفق عليه في الكواليس، ومن دون أن يسبق التأليف عملية التكليف.

فإذا صحّت المعلومات من أن قوى 8 آذار("التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وحركة "أمل" وحلفاؤهم) سيسمون حسان دياب، بأغلبية 70 صوتًا، فإن الغطاء السنيّ لن يكون مؤّمنا له، بإستثناء بعض الأصوات المحسوبة على قوى 8 آذار كـ"اللقاء التشاوري"، وهنا ندخل في دوامة "الميثاقية"، التي كان يشكو الرئيس الحريري من فقدانها، نتيجة موقفي "القوات" و"التيار الوطني"، على رغم أن ثلث المسيحيين تقريبًا كانوا سيسمونه.

فهل نحن مقبلون على حكومة "اللون الواحد" التي يرفضها "حزب الله"، وهل ستدخل البلاد في دوامة جديدة لا سابق لها، في ظل الظروف الإقتصادية الضاغطة والصعبة؟

المصدر: لبنان 24

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى