دياب متفائل بتجاوز حقل الالغام المزروعة.. هل يكسر قاعدة 'التأليف الطويل الأمد'؟

دياب متفائل بتجاوز حقل الالغام المزروعة.. هل يكسر قاعدة 'التأليف الطويل الأمد'؟
دياب متفائل بتجاوز حقل الالغام المزروعة.. هل يكسر قاعدة 'التأليف الطويل الأمد'؟

تحت عنوان حكومة دياب... وثقة الحريري!، كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": اعتباراً من الاسبوع الاول من السنة الجديدة، ستبدأ فعلاً، عملية "تقريش" التكليف، وتظهير الخيط الابيض من الخيط الاسود على حلبة التأليف.

واضحٌ انّ الرئيس المكلّف حسان دياب، يسير وفق برنامج ممنهج، مُحدداً وجهته نحو حكومة "تشبهه"، وهو ما أبلغه صراحة الى كل من التقى بهم قبل تكليفه، وفي مقدّمهم الرئيس ميشال عون.

المراقب لحركة الرئيس المكلّف، يلحظ الجهد الحثيث الذي يبذله لاختراق الواقع المحيط بتكليفه، سواء المتصل بالانقسام السياسي، أو المتصل بما يجري ترويجه عن ميثاقية مفقودة، أو عن حُرم سنّي على ترؤسه الحكومة، وبالتالي تقديم نفسه شخصية جامعة يدها ممدودة في اتجاه كل الاطراف السياسية، وكل مكونات الحراك الشعبي، وعلى كثرتها، سيحتاج الرئيس المكلّف الى وقت طويل جداً، إن قرّر استمزاج رأيها، وتدوين مطالبها واستخلاص العناصر المشتركة في ما بينها، وطريقة استخراجها من مواقفها المناقضة جذرياً لبعضها البعض.

ما يلفت الانتباه، في موازاة الصخب السياسي المحيط بتكليف دياب، وما يرافقه من تحرّكات تبدو "منظّمة" ضده في الشارع، أنّ الرئيس المكلّف متفائل في تجاوز ما وصفه حقل الالغام المزروعة، أو التي قد تُزرع في طريقه، واكثر من ذلك، يبدو واثقاً من تمكنّه من كسر قاعدة "التأليف الطويل الأمد" التي ارتكز عليها تأليف الحكومات السابقة من ثلاثة الى أربعة أشهر وصولاً الى احد عشر شهراً من المماطلات والمماحكات السياسية، واستبدالها بقاعدة "التأليف القصير الأمد" يتراوح من شهر الى ستة اسابيع كحدّ أقصى لإبصار حكومته النور.

قد يبدو انّ تفاؤل دياب، مبالغاً فيه، بالنظر الى الواقع السياسي المنقسم حوله، والى الحراك الصاخب في الشارع إعتراضاً على حلوله في الموقع الذي يعتبره المحتجون في الشوارع من حق الرئيس سعد الحريري حصراً، لكن هذا التفاؤل قد يبدو طبيعياً جداً في المقابل، بالنظر الى الامر الواقع الذي ظهر في البلد أقلّه منذ تكليفه وحتى اليوم، والذي عكس بوضوح:

أولاً، انّ المظلة الخارجية باتت مؤمّنة لحكومة برئاسة دياب، وانعكس ذلك في الموقف الفرنسي، اضافة الى الموقف الاميركي الذي إن لم يكن مؤيّداً فهو ليس ممانعاً، والموقف الاميركي بطبيعة الحال ينسحب على حلفاء واشنطن من الدول العربية. ولعلّ الرسالة العاكسة لهذا الموقف عبّر عنها مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد هيل، الذي جاء موقفه ليّناً حيال الملف الحكومي، ومشجعاً على تشكيل حكومة بمعزل عمّن ستضمّ، خلافاً لترويج بعض القوى الداخلية قبل تكليف دياب، عن شروط اميركية قاسية حيال الحكومة الجديدة وشكلها، و"فيتو" اميركي على وجود "حزب الله" فيها. وقد حضر هيل الى بيروت يوم التكليف، ولم يأتِ من قريب او بعيد على ذكر "حزب الله"، برغم انّه احد اضلاع المثلث: أمل، حزب الله، التيار، الذي قام عليه التكليف.

ـ ثانياً، انّ الحراك الشعبي، وما نبت حوله من حراكات سياسية مقنّعة بالمطالب، اصيبت كلها بالوهن دفعة واحدة، وكأنّ "كبسة زر" ضُغطت من مكان ما، بحيث بدا هذا الحراك خارج المسرح الذي احتله منذ 17 تشرين الاول. وهو الامر الذي اثار في اجوائه كثيراً من التساؤلات وعلامات الاستفهام. حتى انّ الرئيس المكلّف الذي فتح بابه للتشاور مع هذا الحراك، وجد صعوبة في مع من سيتشاور. ونقطة ضعف الحراك هنا، تبدّت في عجزه عن تحديد ممثلين عنه وانتدابهم للحديث باسمه مع الرئيس المكلف.

ـ ثالثاً، انّ المظلة السياسية الداخلية التي تغطي دياب، والتي يؤمّنها "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر" وحلفاؤهما، تبدو متماسكة في ما بينها، وأظهر التكليف بشكل لا لبس فيه أنّ الميزان الداخلي مختل لمصلحتها، وثمة قرار نهائي في هذا الجانب بترجمة التأليف ضمن مهلة قياسية، اياً كان شكل الحكومة الجديدة، تكنوقراط كاملة، او تكنوسياسية. فمهلة الشهر أو الاسابيع الستة التي حدّدها دياب لتأليف الحكومة، محصّنة بالقرار المذكور، بحيث قد تكون الولادة الحكومية ضمن مهلة حدودها النصف الاول من كانون الثاني المقبل. اما المولود، فهو حكومة مصغّرة من 18 الى 24 وزيراً، مع ارجحية لحكومة الـ18 وزيراً، والأساس فيها ان كانت تكنوسياسية، اسناد الوزارات السيادية الاربع فيها الى وزراء غير سياسيين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى