قهوة حكومة دياب مرّة... ولكن مع 'هيل'!

قهوة حكومة دياب مرّة... ولكن مع 'هيل'!
قهوة حكومة دياب مرّة... ولكن مع 'هيل'!

مَن اطّلع على ما حمله معه دايفيد هيل من رسائل أميركية إلى جميع اللبنانيين لا يسعه إلاّ أن يقلب شفتيه مستغربًا. كثيرون يعرفونه ويعرفون بأي دبلوماسية يستطيع إيصال الرسائل، وإن كانت من العيار الثقيل، بسلاسة وبحنكة سياسية، لأنه يعرف الجميع ويعرف بالتالي كيف يفكّرون، ويعرف مسبقًا ردات فعلهم، وبالأخص أولئك الذين لا يستسيغون كثيرًا السياسة الأميركية في لبنان.

أمّا وقد إتسمت مواقفه هذه المرّة بليونة ملحوظة فإن الذين يُعتبرون في الخطّ الأميركي سياسيًا تفاجأوا من هذه اللهجة، وهم كانوا ينتظرون منه عكس ما أتى به وما أبلغهم به، وهذا الأمر شكّل بالنسبة إلى البعض خيبة أمل، وهم الذين كانوا يراهنون على مواقف أميركية أكثر تشدّدًا حيال ما يجري في لبنان، وحيال سياسة "حزب الله" من عملية تكليف الدكتور حسان دياب لتشكيل الحكومة العتيدة، مع ما يُسرّب من معلومات حول تسهيل عملية التأليف في أقصى سرعة ممكنة، وذلك من أجل وضع الجميع أمام أمر واقع، يُعتقد أنه قد اصبح من المسلمات، التي على اساسها أحرج الرئيس سعد الحريري فأخرج من حلبة الصراع الحكومي، على رغم إستمرار مناصري تيار "المستقبل" في التظاهر وقطع الطرقات كوسيلة من وسائل الإعتراض على الطريقة التي تمت فيها تسمية دياب، وذلك لإظهار أن العقدة في التكليف ومن ثم في التأليف كانت عالقة أمام أبواب "بيت الوسط" الموصدة من قبل "حزب الله"، الذي تقول أوساطه أنه بقي يراهن على حلحلة معينة من قبل الحريري حتى الربع الساعة الأخير، قبل أن يقع الخيار على دياب، الذي يبدو حتى الساعة صامدًا في وجه حملات الرفض التي يتعرّض لها في الشارع "المستقبلي"، وهو أبلغ جميع المعنيين بأن لا شيء يمكن أن يؤثرّ على قراره، وهو يؤكّد في تصريحاته أنه لن يعتذر، وهو جاد في ما يقول ولا يبدو أنه يمزح، خصوصًا أن الذين يعرفونه يؤكدون أن الرجل لن يتراجع بعدما حصل على لقب "دولة الرئيس" على طبق من فضّة، وهو على إستعداد لتنفيذ "أجندات" غيره من أجل الحفاظ على هذا اللقب، الذي لم يكن يحلم به.

والمستغرب من كل ذلك أن ما يطالب به لجهة شكل الحكومة، التي يرفض أن يشاركه في عملية التأليف أحد، أنه لم يصدر أي ردّة فعل من قبل "حزب الله" حيال ما يطالب به من حكومة لا تضم سوى وزراء إختصاصيين مستقلين، أي خالية من الأحزاب، وهذا ما كان يرفضه الحزب عندما كان الرئيس الحريري يصرّ على أن تكون حكومته حكومة تكنوقراط بإمتياز، مما دفع البعض إلى الإعتقاد أن ثمة شيئًا قد تغيّر بين ليلة وضحاها، وأن ثمة رسالة أميركية قد سّربت للجميع، ومفادها "سهّلوا مهمة الحكومة العتيدة، أيًّا تكن الشروط التي يمكن أن يضعها الرئيس المكّلف من أجل أن تأتي التشكيلة الحكومية لتعبّر عن نبض الشارع المنتفض، ولسان حال البعض يردّد بعضًا من مقاطع أغنية "بلاّ صبوا هالقهوة وزيدوها "هيل"، فيهلل الجميع وينتظمون في صف عدم عرقلة تقليعة الحكومة الجديدة، من دون أن يعني ذلك أن لا مفاجآت على طريق السراي الحكومي، وهذا ما ينتظره البعض.


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى