تسليم وتسّلم... الـ2020 لن تكون أفضل من الـ 2019!

تسليم وتسّلم... الـ2020 لن تكون أفضل من الـ 2019!
تسليم وتسّلم... الـ2020 لن تكون أفضل من الـ 2019!
على رغم أن العام المقبل يحمل أرقامًا مميزة إلاّ أن ما سيتسلمه من السنة المنصرمة من ملفات ساخنة ستجعل من هذه الأرقام المييزة مجردّ أرقام لا تقدّم ولا تؤخّر في الواقع شيئًا يُذكر، مع أن الأجواء العامة توحي بأن ولادة حكومة حسّان دياب ستبصر النور قريبًا، بعد تذليل بعض العقبات وبعض التفاصيل بعد تنقيتها من "شياطينها"، وهذا ما يمكن وضعه في خانة الإيجابيات الطفيفة وسط هذا الكمّ الهائل من التعقيدات والمشاكل المنتقلة من سنة 2019 إلى العام 2020، مع إعتقاد سائد أنه لن يكون أفضل من السنة الفائتة، وذلك إستنادًا إلى حجم هذه المشاكل المجيّرة من مخلفات السنة الماضية غير المأسوف على رحيلها، بما حملته من مآسٍ وويلات طاولت كل منزل من منازل اللبنانيين وأصابت معيشتهم في الصميم وزعزعت الثقة بين المواطن، الذي إختار أن يفترش الساحات على أن يبقى قابعًا في زوايا اللامبالاة، مكتوف اليدين ومقطّب الحاجبين، وبين دولته بما فيها من رموز يعتبرها فاسدة عندما رفع شعار "كلن يعني كلن"، تمهيدًا لمحاسبة جماعية قد لا تكون أدواتها متوافرة حاليًا، خصوصًا بعدما دخلت على خطّ الإنتفاضة عوامل كثيرة حدّت من مفاعيل وتأثيرات الحراكات الإحتجاجية.

ما يحمله العام 2020 من مخلفات من سبقه لا يجعلنا متفائلين بإمكانية إحداث تغيير سريع، ولو بالحدّ الأدنى، إذ لا شيء يوحي بأن ثمة عوامل مساعدة قد تحملنا على الإعتقاد بأن الحل سيكون على يدي الحكومة الآتية من رحم العذابات، على رغم ما يُحكى بأنها ستضم وجوهًا جديدة من ذوي الإختصاص، وكأن المشكلة الأساسية محصورة بقدرة أهل الإختصاص على إجتراح الأعاجيب، التي ولّى زمانها، وذلك إستنادًا إلى التجارب السابقة وإلى الملفات المالية والإقتصادية الكثيرة السخونة، والتي ستوضع بين أيدي وزراء قد لا تكون لديهم الخبرة الكافية، على رغم الإرادات الطيبة، لإنتشال لبنان من قعر الهاوية التي أنزلق إليها في النصف الثاني من السنة الماضية، مع ما يرافق ذلك من تعقيدات إقليمية ودولية لا يمكن الإستهانة بمفاعيلها وسلبياتها على الساحة اللبنانية الداخلية، مع ما فيها من تجاذبات بين محورين لا يجوز التقليل من أهمية تأثيراتها على الداخل اللبناني.

ليس صحيحًا أن ما سيعطى لحسًان دياب لم يعطَ لغيره، وأن التغيير لن يكون بتغيير الأسماء وإستبدال القديم بوجوه جديدة، لأن ما يعيشه لبنان من أزمات يتخطّى القدرة الذاتية، ويبقى الواقع المأزوم أشدّ وطأة وصعوبة مما يحاول البعض تصويره. فالمهمة أكثر من صعبة وأكبر من قدرة القادرين وإماكاناتهم المحدودة، التي تتجاوز المدى المنظور، مع ما ستواجهه الحكومة العتيدة من تحديات جسيمة وصعوبات لا تُعدّ ولا تُحصى، الأمر الذي سيجعل من مهمتها شبه مستحيلة.

قد نحتاج في مطلع العام الجديد إلى نفحة من أمل وتفاؤل، ولكن ليس كل يتمناه المرء يدركه لأن الرياح الإقليمية تمشي بما لا تشتهيه السفينة اللبنانية، التي تتطالتمها الأمواج من كل حدب وصوب، وهي مهدّدة بالغرق.

وعلى رغم ما في الواقع من مرارة لن ننهي هذه السنة بتعميم التشاؤم، على أمل أن تكذّب توقعاتنا متغييرات ليست في الحسبان، أقله في النصف الثاني من العام الجديد.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى