تحت عنوان محتجّون يستبيحون طرابلس... والحراك يتبرّأ منهم، كتب عبدالكافي الصمد في "الأخبار": استباح محتجّون يوم أمس مدينة طرابلس على نحو غير مسبوق منذ اندلاع شرارة الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول الماضي، فقطعوا أوصالها وسدّوا الطرقات والشوارع بكل ما لقوه في طريقهم، وشلّوا المدينة، وسط أجواء استياء كبيرة في صفوف الأهالي الذين وقعت إشكالات بينهم وبين المحتجين.
قرابة الساعة السادسة من صباح يوم أمس، كانت أغلب مداخل طرابلس والشوارع الرئيسية فيها قد أغلقت من قبل محتجين، لم يلبث أن قام الجيش اللبناني بإعادة فتحها، تسهيلاً لوصول الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم والموظفين والعمال إلى أشغالهم. لكن المحتجين عادوا قرابة الساعة الثامنة وقطعوا الطرقات التي أعيد فتحها، إضافة إلى قطعهم طرقات أخرى، في رسالة تصعيدية واضحة منهم.
المحتجون الذين يقول ناشطون في الحراك الشعبي في طرابلس إنهم "فئة طارئة على الثورة، ولم نشاهد أفرادها معنا أبداً طيلة الفترة السابقة"، و"هم يشوهون الصورة الناصعة للمدينة التي طبعت في أذهان اللبنانيين"، حوّلوا يوم الطرابلسيين والقادمين إلى المدينة يوم أمس إلى جحيم بكل معنى الكلمة.
البولفار الرئيسي الذي يشق وسط المدينة من شمالها إلى جنوبها، قطعه المحتجون بحاويات النفايات، التي رموها أرضاً، وإطارات السيارات المشتعلة والحجارة والسيارات والدراجات النارية، عند مستديرة الملولة، وأوتوستراد التبانة، وتقاطع شارع المئتين ومقابل المبنى السابق للضمان الاجتماعي في المدينة، وعند إشارة شارع عزمي، حيث وقع إشكال بين سائق سيارة أجرة ومحتجين تعرضوا له ولسيارته بالضرب والتكسير، وإشارة شارع المصارف، وصولاً إلى ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور)، فضلاً عن تقاطع البحصاص عند المدخل الجنوبي للمدينة والطريق المؤدية من هناك إلى مستشفى هيكل وبلدة ضهر العين المجاورة. ما سبق أدى إلى تعطيل الدروس وتأجيل الامتحانات في فروع الجامعة اللبنانية الكائنة في المنطقة وفي فروع الجامعات الخاصة الموجود أغلبها بالقرب منها.
استباحة شوارع المدينة لم تقتصر عند هذه الحدود، إذ عمد محتجون الى إغلاق مركز مالية وعقارية طرابلس، ومنعوا الموظفين من الدخول إليها، وسط انتشار للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وهو المركز الذي أغلقه سابقاً محتجون أكثر من شهر ونصف شهر، قبل أن يعاد فتحه قبل نهاية العام الماضي بأيام.
وعند المدخل الشرقي لطرابلس، أغلق محتجون الطريق الرئيسي الذي يربط بين المدينة وزغرتا بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات عند طلعة المشروع المؤدية إلى محلة القبة، ما جعل السائقين يستعيضون عن سلوك أوتوستراد مجدليا بالدخول إلى محلة القبة، التي شهدت شوارعها الداخلية ازدحاماً خانقاً.