موقف ليس بجديد لأحد أكبر أركان النظام في إيران، خصوصاً أنّ كثيرين يتهمون "حزب الله" بأنه يحكم لبنان، في السياسة الخارجية، في قرار الحرب والسلم، في الأمن، في تشكيل الحكومات، وفي الهيمنة على مرافق الدولة ومؤسساتها، وفي رسم السياسة الداخلية. لكن ما الجديد في توقيت كلام خامنئي؟
يضع العميد الركن فادي داود كلام خامنئي هذا في إطار "التصعيد العملاني الذي تشهده المنطقة"، ويقول لـ"الجمهورية": "لفَهم هذا التصعيد بنحو وافٍ، يجب قراءة الضربة الايرانية التي نفّذت ضد قاعدة "عين الأسد"، وهي من أهم القواعد العسكرية في المنطقة، وتضم تقنيات رصد متطورة جداً، تقوم بمقاطعة المعلومات التي تجمعها ميدانياً مع تلك التي تُجمع بواسطة الأقمار الصناعية".
وإذ يشير داود إلى انّ "أميركا، التي صنّفت "حزب الله" ارهابياً، تسعى دائماً لإزاحته من لبنان"، يرى في الوقت نفسه "أنّ كلام خامنئي رسالة الى كل المعنيين، بتثبيت نصرالله الرجل الاول لإيران بعد سليماني، بدليل انه عادة ما يتحدث عن استراتيجيات وسياسات الداخل اللبناني، بينما في خطابه الأخير تَركَّز حديثه على مستوى الاقليم وحَدّد الأهداف وميدان المواجهة. مع الاشارة إلى انّ نجاحات "الثورة الاسلامية" وتصديرها تمّ عبر "فيلق القدس" و"حزب الله"، وهما الجناحان الأكبران لهذه الثورة".
في الموازاة، يقول سعيد: "جاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسوريا، والطلب من الرئيس السوري بشار الأسد عدم إقحام نفسه في عملية الرد على الولايات المتحدة لكي لا تأتي واشنطن وتطيح الاستثمار الروسي في سوريا، وموضوع "حزب الله" في هذا الاتجاه".