البيان الوزاري في قراءة أخيرة اليوم... مئة يوم حاسمة للاصلاح وخطة للسنوات الثلاث المقبلة

البيان الوزاري في قراءة أخيرة اليوم... مئة يوم حاسمة للاصلاح وخطة للسنوات الثلاث المقبلة
البيان الوزاري في قراءة أخيرة اليوم... مئة يوم حاسمة للاصلاح وخطة للسنوات الثلاث المقبلة
انجزت حكومة الرئيس حسان دياب البيان الوزاري، وهي تعاود في اجتماعها اليوم قراءته بشكل نهائي، قبل تقديمه الى مجلس الوزراء الذي من المتوقع ان ينعقد هذا الاسبوع للتصديق على البيان الوزاري واحالته الى مجلس النواب لنيل الثقة على أساسه. 

وعلى عكس ما كان متوقعاً، لم يأت البيان الوزاري مختصراً، بل تضمن عناوين محددة معروفة، أبرزها تبني خطة ماكنزي ومقررات مؤتمر سيدر، والتوجه للانتقال من الاقتصاد الريعي إلى المنتج، واستعادة تكاد أن تكون لفظية لمقولة حق "اللبنانيات واللبنانيين في مقاومة الاحتلال"، فضلاً عن النأي بالنفس واحسن العلاقات مع "الاشقاء العرب"، لكن الجديد مهلة زمنية لا تقل عن مائة يوم (ثلاثة اشهر)، ولا تزيد عن ثلاثة سنوات ما يقرب من "ألف يوم" لإنجاز وصفة كاملة من القوانين والبرامج والمشاريع من الخطوات المؤلمة للانقاذ المالي، بما في ذلك خفض الفوائد.


البيان الوزاري في قراءة أخيرة
اذا، يتوقع أن تراجع لجنة البيان الوزاري في اجتماعها التاسع برئاسة رئيس الوزراء حسان دياب في السرايا اليوم، الصيغة الأخيرة للبيان الوزاري قبل عرضه على جلسة مجلس الوزراء لإقرارها وطلب ثقة مجلس النواب على أساسه.

وكانت النسخة الاخيرة المعدلة للمرة الرابعة للبيان الوزاري سربت امس وتضمنت خفض معدلات الفائدة وإعادة رسملة المصارف في إطار خطة إنقاذية طارئة لمعالجة الازمة المالية العميقة في البلاد.

وقالت الحكومة في مسودة البيان إن خطة الانقاذ الاقتصادية تتضمن "خطوات مصيرية وأدوات علاج ستكون مؤلمة" تجنباً "للانهيار الكامل الذي سيكون الخروج منه صعباً إن لم نقل شبه مستحيل".

وتدعو الخطة الى التواصل مع كل المؤسسات والجهات المانحة أو الداعمة من اجل تأمين الحاجات الملحة والقروض الميسرة وتغطية الحاجات التمويلية للخزينة والاسراع في إجراء دورة التراخيص الثانية في قطاعي النفط والغاز وتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء كجزء من اصلاح قطاع الكهرباء.

وركز البيان على "حماية أموال المودعين ولا سيما صغارهم في المصارف اللبنانية وتنظيم علاقة المصارف مع عملائهم ... والمحافظة على سلامة النقد. واستعادة استقرار النظام المصرفي من خلال مجموعة تدابير منها إعادة رسملة المصارف ومعالجة تزايد القروض المتعثرة".

كما تضمن مشروع البيان "إجراء إصلاحات ضريبية تعتمد على تحسين الجباية وعلى مكافحة التهريب من المعابر الشرعية وغير الشرعية ومكافحة التهرب الضريبي باعتماد الضريبة التصاعدية الموحدة على مجمل المداخيل".

ووفقا لمسودة البيان الوزاري فإن الحكومة تتعهد "تخفيض النفقات العامة وإعادة هيكلة القطاع العام عبر خطوات عدة بما فيها مكافحة الهدر".

أما في ما يتعلق بتحفيز النمو الاقتصادي، فقد دعا البيان الى "العمل على توسيع مروحة التسهيلات المقدمة من مصرف لبنان وحثه على ضخ السيولة بالدولار الأميركي لدعم استيراد المواد الأولية والمعدات الصناعية وقطع الغيار".

والخطة المتكاملة ستشمل مشاريع قوانين وإجراءات مجدولة على مراحل ثلاث من مئة يوم الى ثلاث سنوات من تاريخ نيل الثقة في مجلس النواب.

وأكد البيان "حق المواطنات والمواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة ... واعتماد سياسة النأي بالنفس عن السياسات التي تخل بعلاقاتنا العربية".

وشملت مقترحات البيان الوزاري أيضا الاسراع في إجراء دورة التراخيص الثانية في قطاعي النفط والغاز وتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء كجزء من إصلاح قطاع الكهرباء.

والتزم البيان العمل "على إعداد مشروع قانون للانتخابات النيابية يعكس تلاقي اللبنانيات واللبنانيين في الساحات ويحاكي تطلعاتهم".

مهلة المئة يوم حاسمة
وتتضمن خطة المئة يوم من تاريخ نيل الحكومة الثقة الإصلاحات القضائية واستقلال القضاء، وإقرار استراتيجية مكافحة الفساد وحق الوصول إلى المعلومات، بينما خطة السنة تلتزم باسترداد الأموال المنهوبة وإقرار قوانين تحمي المرأة وحقوقها وإقرار قانون منح الجنسية لأولاد الأم اللبنانية، فيما تشمل الخطة التي حُددت ما بين سنة وثلاث سنوات إطلاق ورشة قانونية لتحديث القوانين وتحسين السجون وتطوير قصور العدل. وفي سياق وعده بتنفيذ الإصلاحات، تطرّق البيان الى مؤتمر "سيدر" الذي يشترط حصول لبنان على المساعدات بتنفيذ هذه الإصلاحات، كما يتضمن البيان خطة مالية متوسطة الأجل لضبط الاختلالات المالية ووضع العجز في الناتج المحلي في منحى تراجعي، من خلال تنفيذ إجراءات، منها مكافحة التهرب الضريبي وإصلاح النظام الضريبي، باعتماد الضريبة التصاعدية الموحدة على مجمل المداخيل، ومكافحة التهريب من المعابر الشرعية وغير الشرعية".

مسألتان عالقتان حتى الساعة
وكشفت مصادر مواكبة لاجتماعات اللجنة الوزارية لوضع البيان الوزاري لـ"اللواء" ان هناك مسالتان مهمتان في موضوع الاقتراحات لمعالجة المشكلة المالية والاقتصادية، لم يتم التوصل الى تفاهم حولهما بعد وهما كيفية التعامل مع الدين العام وهل ستلجأ الحكومة الى اعتماد هيكلية الدين العام ام سيتم الاستعانة بآليات اخرى يتم التوصل اليها خلال التشاور مع بعض الخبراء الماليين المحليين والدوليين والنقطة الثانية تتعلق بكيفية سداد الاستحقاقات المتعلقة بسندات اليوروبوند المقبلة.واشارت المصادر الى انه ينتظر البت في هاتين المسألتين خلال الساعات القليلة المقبلة.

الحكومة لا تملك عصا سحرية
في هذا الوقت، تؤكد مصادر مواكبة لعملية إعداد البيان الوزاري لـ"نداء الوطن" أنّ هذه الحكومة "لا تملك عصاً سحرية" إنما ستعمل أقصى ما بوسعها لحل الأزمة الراهنة"، مشيرةً إلى أنّ مسودة البيان التي تم توزيعها أمس "ليست نهائية إنما هي قابلة خلال اجتماع اليوم لإدخال بعض التعديلات والإضافات عليها بحيث ستكون هناك "قراءة أخيرة وشاملة" على طاولة لجنة الصياغة "ليقوم بعدها رئيس الحكومة بزيارة قصر بعبدا لوضع رئيس الجمهورية ميشال عون في أجواء البيان وتفاصيله، تمهيداً لتحديد موعد جلسة انعقاد مجلس الوزراء في بعبدا منتصف الأسبوع لإقرار مسودة البيان".

إلى ذلك، كشفت مصادر حكومية لـ"نداء الوطن" أنّ اجتماعاً سيعقد اليوم في السراي الحكومي بحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "لمناقشة الورقة التي كان قد تقدّم بها لرئيس الحكومة ولوزير المال غازي وزني حول التدابير المصرفية والتي من المرجح أن يصار إلى ضمّها إلى البيان الوزاري بعد أن يتولى سلامة شرح بنودها وأهميتها خلال اجتماع السراي".

أما في موضوع مستحقات لبنان المالية والتي سيستحق موعد سداد سنداتها الشهر المقبل، فقد أفادت مصادر مطلعة على هذا الملف "نداء الوطن" أنّ مصير هذه السندات سيُحسم "خلال الساعات المقبلة عبر اجتماع سيعقد بين دياب ووزني وسلامة لبلورة قرار لبنان النهائي بهذا الصدد"، كاشفةً عن وجود رأيين حيال هذه المسألة "الأول يقول بضرورة دفع لبنان للمستحقات المتوجية عليه لئلا يتراجع على مستوى التصنيفات الدولية، وبين رأي آخر يدفع باتجاه عدم الدفع في الموعد المحدد والتفاوض مع المعنيين حول سبل تأجيل الدفع لأنّ أولويات المواطنين في لبنان أهم في هذه المرحلة خصوصاً في ما يتعلق بدعم تمويل الاحتياجات الأولية كالقمح والفيول وغيرها، بينما سداد المستحقات للخارج اليوم سيستنزف الخزينة العامة"، في وقت يتحدث البعض عن إمكانية "التفاوض مع الدائنين بغية تأخير موعد السداد لمدة 3 سنوات مقابل زيادة الفوائد".

المعارضة: لا ثقة
في المقابل، يبدو ان درب الحكومة لن يكون مزروعاً بالورود مع اعلان كتل "المستقبل" و"اللقاء الديمقراطي" و"القوات اللبنانية" والكتائب، عدم منح الثقة للحكومة والذهاب إلى المعارضة "المسؤولة والبناءة" بحسب تعبير نواب هذه الكتل. وإذا كانت كتلتا "المستقبل" و"اللقاء الديمقراطي" ستحضران جلسة الثقة المقررة الأسبوع المقبل، بعد عودة رئيس المجلس نبيه برّي من مؤتمر إسلامي في ماليزيا، بحسب ما تفردت "اللواء" في ذلك، فإن كتلة "القوات" لم تقرر بعد ما إذا كانت ستشارك في مناقشة البيان الوزاري أو ستغيب عن الجلسة التي يفترض ان تعقد الثلاثاء في 10 شباط الحالي، بعد عيد القديس مارون، أو الأربعاء الذي يليه.

وستعقد كتلة اللقاء الديموقراطي اجتماعاً يوم غد الثلاثاء، ستحضره قيادات من الحزب التقدمي الاشتراكي، وصفه النائب مروان حمادة بأنه "سيكون حاسماً في تقرير الموقف وطريقة التعاطي مع الحكومة... ومع العهد ايضاً".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى