أخبار عاجلة

قتل الصياد مدّعياً أنه خنزير

قتل الصياد مدّعياً أنه خنزير
قتل الصياد مدّعياً أنه خنزير

في الأول من شباط في العام الماضي، كان "هيسم.ز" في رحلة صيد مع رفاقه الأربعة. انتشر الرفاق في إحد كروم مزرعة الضهر وما لبثوا أن سمعوا طلقتين يفصل بين الأولى والثانية بضعة ثوانٍ. سمع "طارق.ز" صراخ قريبه "هيسم" وكان هو الأقرب إليه، فتوجّه نحوه مع صديقهما "حسان.أ" ليجداه ملقى على صدره والدماء تسيل من شفتيه وأنفه، ولم تتم مشاهدة أي شخص في المكان.

التحقيقات بيّنت أنّ المغدور تعرّض لطلق ناري من بندقية صيد عيار 12 ملم (طلقة تسع كلل)، وأن إصابة المغدور جاءت في منطقة الرقبة من الجهة اليمنى من الخلف وما لبث أن فارق الحياة.

صاحب الأرض التي كان يتواجد فيها المغدور ورفاقه المدعو "مالك" أفاد أنه يوم الحادث وبينما كان يتفقد أرضه لمعرفة إذا كان فيها صيادون ليقوم بطردهم، سمع خربشة في أرضه، فأقدم على إطلاق النار حيث مكان الصوت وعلم أنّه أصاب شخصاً. وأضاف أنّه أطلق طلقة ثانية وعمد الى الفرار من مكان الحادث واحتفظ بخرطوشتي الصيد المستعملتين من قبله ورمى خرطوشة وغلّلها في الأرض العائدة لجاره، وخبأ الخرطوشة الثانية في مستودع عائد له.

ولدى تفتيش منزل صاحب الأرض، جرى ضبط بندقية الصيد المستعملة في جريمة القتل، كما ضُبطت خرطوشتا الصيد المستعملتان من مكان تخبأتهما، بالإضافة الى أسلحة أخرى وذخائر وسكاكين ممنوعة وجميعها من دون ترخيص.

وفي التحقيق الأولي أمام فرع المعلومات اعترف المدعى عليه "مالك.و" أنه في وقت سابق تشاجر مع صيادين داخل عقاره المزروع بأشجار الزيتون بسبب الأضرار التي يسببها الصيد بالأشجار وجدران الحقل، وأنّه بعد إنتهائه من تحضير وجبة الغداء، قرّر القيام بجولة في الكرم خاصته، وأخذ معه بندقية الصيد، وما إن وصل حتى سمع طلقات بعيدة فقام بوضع خرطوشة تسع كلل داخل البندقية. وتابع قائلا:" فجأة ظهر شخص أمامي عن مسافة أربعة أمتار يصعد بين كومة من الحشيش اليابس فأطلقت النار لتخويفه فأصيب الشخص عن طريق الخطأ".
وفي التحقيق الإستنطاقي قال أنه أطلق النار لاعتقاده بوجود خنزير ولم يعرف أنّه قتل شخصاً، إلا أنّه عاد واعترف بأنّه هرب بعدما عرف أنّه قتل شخصاً.
بدوره أفاد الشاهد "حسان.أ" أنه منذ خمس سنوات رمى المدعى عليه صاحب الأرض حجراً بوجههم ووجه سلاح الصيد بوجه الصيادين فطلبوا منه عدم إطلاق النار لأنهم سيغادرون المكان.

قاضي التحقيق في جبل لبنان اعتبر في قراره الظني أن زعم "مالك.و" بوجود خنزير بري لا يُصدّق لأن المدعى عليه وضع الأغصان اليابسة على حدود عقاره بطريقة لا يُمكن للخنزير أن يدخلها، ولأنّ من يُطلق النار على خنزير لا يمكن أن يهرب منه وأنّ قوله أنه أطلق النار من أجل التخويف أيضا لا يُصدق لأن من يُطلق النار على خنزير لا يفعل من أجل تخويفه، ما يدّل إلى أنّ المدعى عليه "مالك.و" عرف بوجود إنسان وأطلق النار عليه.

واعتبر قاضي التحقيق أنّ نية القتل كانت موجودة لدى المدعى عليه فهو اعترف بظهور شخص أمامه فجأة بين كومة حشيش بدليل إعطائه تفاصيل دقيقة "... وإذ بي أقوم بإطلاق النار" ، كل هذه الوقائع تدلّ إلى أن المدعى عليه أقدم على قتل المغدور "هيسم.ز" ونفّذ جريمته بتصميم وإعداد بهدوء ورويّة وإصرار على التنفيذ متسلحاً بكل ما يلزم من سلاح وخرطوش مصمما على إستعمال السلاح حتى لو أدى ذلك الى القتل، وبذلك تكون عناصر العمد متوافرة ويقتضي الظن به بجناية القتل قصداً وعمداً (المادة 549 عقوبات) وإحالته للمحاكمة أمام محكمة الجنايات.


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى