أخبار عاجلة

'الأمن' و'الثورة'.. مواجهة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة!

'الأمن' و'الثورة'.. مواجهة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة!
'الأمن' و'الثورة'.. مواجهة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة!
تحت عنوان: "المواجهة بين "الأمن" و"الثورة" لن تكون الأخيرة!؟"، كتب جورج شاهين في صحيفة "الجمهورية": اياً كان شكل المواجهة المتوقعة اليوم في بيروت بين "الأمن" و"الثوار"، فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. فرغم أشكال جدران العزل من الباطون المسلح وتلك التابعة للقوى العسكرية و"الثورة" التي ستُبنى اليوم لتسهيل وصول النواب الى ساحة النجمة أو عدمه، فإنّ الحكومة ستنال ثقة المجلس النيابي من دون ما يضمن تجاوز الأزمة الخانقة. وعليه، ما الذي يقود الى هذه المواجهة المفتوحة؟

يقرّ القادة العسكريون والأمنيون ومعهم سياسيون ومراقبون من مختلف المواقع، بنجاح السلطة في تحويل المواجهة المحتملة في بيروت بين الجيش والقوى الأمنية من جهة والثورة بكل أشكالها والوانها من جهة أخرى. فالتمهّل في التعاطي مع الإستحقاقات الدستورية لم يكن تعبيراً عن العجز فحسب، بمقدار ما كان الهدف منه إبعاد الوسط السياسي عن المواجهة.

فقد توافر الوقت الكافي لتغيير قواعد الإشتباك بين العهد والمعارضة، والسوق في اتجاه اعتبار الحدث شأناً أمنياً بحتاً، بات فيه المنتفضون «المشاغبون» و«المخرّبون» في مواجهة القوى العسكرية والأمنية المكلّفة استعادة هيبة الدولة المفقودة وحماية المؤسسات العامة والخاصة ووقف اعمال الشغب، الى ان تأتي الأيام بما يمكن من حلول ومخارج توفّر آلية الخروج من مسلسل المآزق المفتوحة على شتى الإحتمالات السلبية قبل الإيجابية.

على هذه الخلفيات، وفي موازاة السعي الى تغيير قواعد الإشتباك الداخلية وحرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية للإنتفاضة الشعبية، فقد باتت المواجهة أمنية بامتياز. وهو اسلوب اعتُمد من اجل خنقها او حصرها، بما يتلاءم وقدرات الدولة ومؤسساتها على المواجهة وحماية المواقع التي يشغلها أهل الحكم. فقد كان واضحاً انّ اولوية اهل الحكم كانت إعادة لملمة قواهم في مواجهة الجرف الذي تسببت به الثورة في أكثر من منطقة، وحيث لم يكن متوقعاً ان تُقطع طريق او تُوجّه الدعوة الى عصيان.

ومن هذه المنطلقات بالذات، لجأت السلطة الى مجموعة من الخطوات التي ساهمت في تحقيق نوع من التوازن الذي فقدته لفترة من الزمن في مواجهة الانتفاضة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

- إعتبار مطالب الثورة هي نفسها من شعارات العهد والأحزاب المساندة له، وانّ على قادتها تصويب اهدافها وضمّ جهودهم الى أهل الحكم من اجل تجاوز المرحلة، شرط عدم المس بمواقعهم التي نالوها في مرحلة من التسويات ـ الصفقات التي عُقدت في غفلة من الزمن، وهي مواقع ما لبثت ان تهاوت لمجرد انّها بُنيت على قاعدة تقاسم الوزارات السيادية والخدماتية والمواقع «المدهنة»، لتعزيز السطوة من دون النظر الى ما يمكن ان يتحمّله هيكل الدولة وخزينتها التي انهارت بين ليلة وضحاها.

- المماطلة التي اعتُمدت عقب الانتفاضة واستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وما تبعها من محاولات التأليف، التي "بلعت" مجموعة من المرشحين، الى ان وصلت الإستشارات النيابية الملزمة الى الرئيس حسان دياب. فهو شكّل "الورقة المستورة" لأهل الحكم التي أُبعدت عن كل اشكال واصناف المحاكمات التي خضع لها المرشحون الآخرون الذين سبقوه دون الوصول الى السراي الحكومي.

- الإيحاء أنّ الحكومة الجديدة هي وليدة الثورة وابنتها البكر، من اجل تطويع الإنتفاضة وتسييلها، بعد أن نجح البعض في ركوب موجتها لتحوير أهدافها واقتيادها الى مكان يكون من السهل تحميلها مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع في البلاد بكل ما رافقها من تقنين نقدي وأحداث أمنية وعمليات انتحار وحالات انسانية لم يشهدها لبنان من قبل. كذلك تحميلها مسؤولية إحياء الفتنة المذهبية التي بدأت تطلّ بقرنها من مناطق حساسة في بيروت ومناطق أخرى، وصولاً الى اتهامها بمحاولة الإنقلاب على الشرعية الدستورية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان