ركزت العديد من الدول خلال عام 2018 على اعتماد وتطبيق التقنيات الجديدة، وبالتوازي مع ذلك، فقد شهدت العديد من الدول تحديات كبيرة كالهجمات الإلكترونية المتلاحقة، إذ تعرضت دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها لنحو 274 هجوماً إلكترونياً خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2018، وذلك بحسب وكالة أنباء الإمارات، منها 39 هجوماً ضاراً للغاية، وتواصل عدة توجهات هامة استمراريتها مع تطور بعض التوجهات الجديدة بالتزامن مع دخول عام 2019.
وتلعب هذه التوجهات دوراً مهماً في قطاع الأمن، وهو ما دفع فراس جاد الله، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى جينيتك Genetec، إحدى الشركات الرائدة في مجال توفير حلول الأمن والمعلومات القائمة على بروتوكول الإنترنت، إلى تسليط الضوء على أبرز خمس توجهات أمنية مرتقبة للعام 2019، بدءاً من مواصلة التركيز على الأمن الإلكتروني وحتى الاستحواذ على الفاعلين العالميين.
مواصلة التركيز على الأمن الإلكتروني
يواصل التركيز على الأمن الإلكتروني، إذ لا يزال قطاعنا يشهد نمواً في عدد الاختراقات الأمنية البارزة، لذا علينا أن نكون يقظين أكثر من ذي قبل، إلى جانب تطبيق اللوائح الحكومية المصممة لتعزيز الأمن والخصوصية وتخفيف الضرر الذي تسببه هذه الهجمات الإلكترونية المتزايدة، حيث أن الجرائم الإلكترونية والأنشطة الإلكترونية الإجرامية ليست مكلفة وحسب، بل إنها تلحق أضراراً هائلة بسمعة المؤسسات.
ويتمثل الجزء الآخر المهم بشأن مخاوف الأمن الإلكتروني في زيادة التوعية بالأجهزة غير الجديرة بالثقة، فقد أصبح من الواضح أن ضعف الثقة هذا ليس وظيفة هندسية، بل هو نية خبيثة في الغالب قد تأتي من عدة مصادر، لذا، فقد عملت شركة جينيتك على وضع إجراءات مضادة قد تساعد في عزل الأجهزة غير الجديرة بالثقة على الشبكة.
وجرى تخصيص أنظمة جينيتك لمنع هذه الأجهزة غير الموثوق بها من إرسال معلومات حساسة أو خاصة إلى مستلمين غير مصرح لهم، فضلاً عن حماية الأنظمة الأخرى، بما في ذلك أنظمة القيادة والتحكم، من الوصول إليها، حيث نعتبر جميعنا مسؤولون عن حماية منصاتنا وشبكاتنا الأمنية، وكافة الأنظمة المتصلة بها من خلال اليقظة والشفافية.
زيادة الاهتمام بتقييم المخاطر
بالرغم من اعتقاد بعض الشركات بأن شبكاتها آمنة، إلا أنه قد لا يستغرق في حالات كثيرة سوى بضع ثوان لتخمين كلمات مرور الجهاز والوصول إلى الأنظمة الحساسة، وعندما لا تملك الحكومات مخاوف بشأن المخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها أنظمتها، فإنه من الطبيعي أن يشكل هذا مؤشراً لمؤسسات أخرى لزيادة الاهتمام بنقاط ضعفها، وهذا ما يجعلنا نشهد إقبال المؤسسات الكبيرة على موازنة تقييمها للمخاطر من خلال الاستفادة من التأمين ضد التقاضي الإلكتروني، وهو ما سيزداد بكل تأكيد في عام 2019.
زيادة توحيد الأنظمة يؤدي إلى فهم أفضل
تثق شركة جينيتك بأننا سنشهد توحيداً أكبر للأنظمة في عام 2019، إذ تعمل المؤسسات حالياً على اختبار مزايا توحيد أنظمة التحكم بالمداخل Access Control مع المراقبة المصورة CCTV، كما سوف ترتفع أيضاً القدرة على توظيف أدوات التحليل للاستفادة من الكميات الهائلة للبيانات التي تجمعها الأنظمة الأمنية والأجهزة الأخرى، إذ عندما تمتلك المؤسسات القدرة على فهم بياناتها والاستفادة منها، فإنه سيكون بإمكانها تحسين وظائف العمل، بما في ذلك الكفاءة، والعمليات، وخدمة العملاء وتوليد الإيرادات، فيما ستنشأ التحديات هنا في تبادل المعلومات بين الجهات المعنية، لاسيما فيما يتعلق بالحفاظ على الخصوصية الفردية والتحكم بالبيانات الحساسة، إلا أننا سنشهد حلولاً تتيح لمختلف المؤسسات التعاون بفعالية للوصول إلى فهم أكبر.
تزايد اعتماد المؤسسات لتقنيات التخزين السحابية الهجينة
نشهد ارتفاعاً في عدد المؤسسات التي باتت تنقل بياناتها ومعلوماتها لتخزينها على السحابة الهجينة، ويتيح ذلك لهم توزيع بياناتهم بين خيارات السحابة أو في المؤسسة أو أماكن العمل، وهنا تكمن منافع هائلة، حيث يمكن للناس الاستفادة من المرونة الكبيرة وتوفير التكلفة المرتبطة بالحلول السحابية من حيث الأرشفة طويلة الأجل، مع الحفاظ على الشعور بالسيطرة على بياناتهم، ويشمل هذا أيضاً تأمين بيانات العمل وحمايتها من هجمات حجب الخدمة الموزعة DDoS مع حماية المعلومات الحساسة والمعاملات.
مواصلة الاستحواذ على الشركات العالمية الفاعلة
شهدنا في السنوات الأخيرة قيام العديد من الشركات بالاستحواذ على مؤسسات وشركات أخرى فاعلة في مجال الأمن الإلكتروني، وبالرغم من أن الجمع بين التقنيات الجديدة يساهم في تحقيق تطورات هامة، إلا أنه قد يبطئ أيضاً من دورات الاختبار لهذه الشركات، لذا فمن المتوقع أن يوفر العام 2019 المزيد من الفرص لشركات مثل جينيتك لمساعدة مستخدميها وشركائها في توفير المنصات الأمنية التي يمكن أن تعمل بشكل تام مع حلول الهيكلية الهندسية المفتوحة والتي تمتاز بقابلية التوسع لمواكبة التطور المستقبلي.