أخبار عاجلة

هل باتت سوريا ساحة جديدة للصراع العسكري الايراني - الاميركي؟

هل باتت سوريا ساحة جديدة للصراع العسكري الايراني - الاميركي؟
هل باتت سوريا ساحة جديدة للصراع العسكري الايراني - الاميركي؟
خلال الاربع والعشرين الساعة الماضية حصلت عمليتان عسكريتان في سوريا استهدفتا جنوداً اميركيين ما ادى الى مقتل ضابط وجندي في كل من الحسكة ودير الزور، اضافة الى عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" ما يوحي بأن ما يحصل هو امتداد للعمليات التي تحصل في العراق ضد الجيش الاميركي، فهل دخلت الساحة السورية الى صلب المعركة بين واشنطن وطهران؟

منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، اوحى الايرانيون وحلفاؤهم بأن الساحات الاساسية التي ستشهد انفجاراً عسكرياً ضد الوجود الاميركي هي العراق وأفغانستان نظرا للوجود الايراني الواسع والمتشعب فيهما، ونظراً لكونهما ساحات غير مضبوطة بأي نوع من انواع الضبط السياسي والعسكري، وهذا ما حصل اذ تسارعت العمليات العسكرية في افغانستان بعد البيان الذي نعت خلاله طالبان "المجاهد الكبير قاسم سليماني"، لكن الاميركيين سرعان ما توصلوا الى اتفاقات للانسحاب العسكري السريع من هناك واستجدوا هدنا متتالية.

بعد ذلك تسارعت العمليات العسكرية في العراق، لتصبح في فترة ذروتها عمليات يومية، يسقط في بعضها قتلى اميركيون، في حين أن البعض الآخر يُذكر بالعمليات في مزارع شبعا بعد عام 2000، اي ان القصف الذي يستهدف القواعد العسكرية الاميركية كان بعضه يهدف فقط الى استمرار دفع الجيش الاميركي الى مزيد من الاستنفار. الحال في العراق سرّع عملية اعادة الانتشار الاميركية الذي قلص هامش المناورة مؤقتاً للمجموعات العراقية.

في كل ذلك الوقت، كانت المؤشرات توحي بأن ايران وحلفاءها لن يدخلا سوريا في عاصفة الكباش العسكري مع واشنطن لاسباب كثيرة، منها ان دمشق هي الحلقة الاقتصادية الاضعف وانها غير قادرة فعلياً على فتح جبهة، وإن غير مباشرة، مع واشنطن، فما الذي حصل؟

تسلّم المصادر بأن الذي حصل خلال اليومين الماضيين في سوريا مرتبط بالعمليات العسكرية في العراق، وان سوريا قد تكون ولفترة محدودة جزءاً من الاشتباك الايراني - الاميركي، خصوصاً ان واشنطن استطاعت تعطيل العمليات العسكرية في العراق لفترة غير معلومة من خلال عمليات اعادة الانتشار،  ومن خلال تسريب خطة "هجوم" وسيطرة على مدينة بالغة الاهمية يقال انها النجف، مما اعاد خلط الاوراق لدى القوى العسكرية العراقية.

وتعتبر المصادر أنه في المرحلة الحالية، التي ينشغل فيها البيت الابيض بمكافحة وباء كورونا، خُلقت مساحة واسعة من العمل لم تكن موجودة قبل، فإنشغال واشنطن الداخلي الذي قد يطول، منح خصومها هامشاً اكبر لاستهداف جنودها في ساحات لم تكن على سلم الاولويات، من دون تجاوز الخطوط الحمر في عدد القتلى وشكل الاستهدافات، لذلك فانه من المتوقع الا تشعل واشنطن معركة من اجل عمليات متفرقة في سوريا.

وتلفت المصادر الى ان الاعتقاد الذي كان سائداً في المرحلة السابقة بأن انسحاب الولايات المتحدة من العراق سيعني حكماً انسحابها من سوريا لا يزال سارياً، لكن استغلال كل الظروف المحيطة لزيادة عدد القتلى من الجنود الاميركيين في اي مكان قد يسرع الانسحاب من سوريا وهذا بحد ذاته امر جيدحتى لو لم يترافق مع انسحاب مماثل من العراق.

وتقول المصادر إن مسار العمليات العسكرية في سوريا قد يكون مرتبطاً بشعور ايراني بأن اتفاقاً ثلاثيا يحصل على تسوية الاوضاع في كل من ادلب وشرق الفرات من دون الاخذ بعين الاعتبار رأي طهران، ويضم كلا من واشنطن وموسكو وانقرة، وهذا ما بدأت مؤشراته تظهر في غير مكان.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى واشنطن تعترف: الحرب الأوكرانية مفيدة للاقتصاد الأمريكي