أخبار عاجلة
لودريان بين الدعم والتحذير -
غارات إسرائيلية ليلية عنيفة جنوبًا -
ترامب يستعد لإطلاق “مجلس السلام” قبل الميلاد -
شتائم وصدامات.. ماذا يحدث داخل غرفة ملابس ريال مدريد؟ -
إسرائيل: المواجهة مع إيران “مسألة وقت”! -
فنزويلا… أرض “الحزب” الخصبة وملاذه الاقتصادي -
تل أبيب تدرس استئناف مسار نزع السلاح بعد الأعياد -
وفد قضائي لبناني إلى دمشق لحلّ أزمة السجناء السوريين -

فنزويلا… أرض “الحزب” الخصبة وملاذه الاقتصادي

فنزويلا… أرض “الحزب” الخصبة وملاذه الاقتصادي
فنزويلا… أرض “الحزب” الخصبة وملاذه الاقتصادي

كتب نايف عازار في “نداء الوطن”:

يمضي قائد سفينة “العمّ سام” قدمًا في منازلته العسكرية البحرية والجوية حتى الآن ضدّ إمبراطوريات المخدرات وأباطرتها في البحر الكاريبي، خصوصًا قبالة فنزويلا، الدولة المارقة في أميركا الجنوبية، بحسب وصف صناع القرار في جارتها الشمالية. ذهب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبعد من ذلك، بإعلانه أن بلاده ستبدأ قريبًا تنفيذ ضربات في البرّ لمكافحة آفة المخدرات في منطقة الكاريبي، في وقت ينكبّ فيه نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، اليساري الهوى والمترنح، على تكثيف التجنيد العسكري، استعدادًا لأي “حرب ترامبية” قد تكون وشيكة على بلاده.

لكن الموقف الأخطر تمثل بإعلان رأس الدبلوماسية الأميركية ماركو روبيو أخيرًا، أن فنزويلا توفر موطئ قدم لإيران وحرسها الثوري وحتى “حزب الله”. كلام روبيو لم يخرج من عدم، فالعلاقة التاريخية الوطيدة بين “الحرس الثوري” الإيراني والأنظمة ذات التوجه اليساري، وعلى رأسها النظام الفنزويلي، تعود إلى حقبة الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز، الذي كان منسجمًا خير انسجام مع ما يُعرف بـ “محور الممانعة العالمي”. والعلاقة بين خلفه مادورو و”الحرس الثوري” استمرّت، لا بل حافظت على بريقها واشتدّت أواصرها لأسباب جمة، أبرزها تشابك المصالح بين نظامَي الملالي في طهران والبوليفاري في كاراكاس، اللذين يقتاتان من الأنشطة المرتبطة بالجريمة المنظمة حول العالم وتجارة المخدرات وغسيل الأموال.

وهنا تتعدد أوجه الشبه بين النظامين القاتمين، فكلا البلدين يعومان على ثروة نفطية هائلة، بيد أن هذا الكنز لا ينعكس رفاهًا وازدهارًا على حياة شعبيهما التعيسين. علاوة على ذلك، القوات المسلحة في فنزويلا تُعدّ أداة طيّعة في يد النظام، وولاؤها هو للنظام وليس للوطن، تُضاف إليها الميليشيات والعصابات المرتبطة بالنظام مباشرة. وهذا “الستاتيكو” المُحاك بعناية في كاراكاس، يُحاكي “الستاتيكو” المتجذر في طهران أيضًا، وبطله “الحرس الثوري” الضالع في العديد من الأنشطة المشبوهة حول العالم، وفي الشرق الأوسط، حيث زرع أذرعه منذ عقود وراح يتدخل في شؤون دوله، قبل أن تأتيه الحرب الإسرائيلية – الأميركية الخاطفة والمدمرة في حزيران الفائت، التي أعادت برنامجه التسلحي والنووي سنين إلى الوراء.

بالنسبة إلى “حزب الله”، قُطعت الشرايين الحيوية “الرسمية” التي كانت تمده بالسلاح والعتاد والمال، عبر مطار ومرفأ بيروت، بعد أن أحكمت السلطات اللبنانية الشرعية قبضتها عليهما، تحت مجهر رقابة غربية وتحديدًا أميركية مشددة. وبعد أن بُتر الممر البري في دمشق، الذي كان يربط طهران ببيروت، بفعل سقوط نظام الأسد الفار، كان لا بد لـ “الحزب” النازف عسكريًا، والمتعطش لتدفق الأموال لإعادة إعمار ما دمرته حرب “إسناد غزة”، في ظلّ ارتفاع وتيرة التململ في بيئته الحاضنة من جرّاء شح هذه الأموال، أن يتجه صوب دول أميركا الجنوبية وتحديدًا إلى فنزويلا “الأرض الخصبة” والملاذ الاقتصادي، حيث نظام مادورو ضالع حتى أخمص قدميه في أعمال غير قانونية، تبدأ بشبكات رئيسية لتصنيع المخدرات وتجارتها وتهريبها، ولا تنتهي بغسل الأموال وتزوير العملات الأجنبية، خصوصًا منها الدولار الأميركي.

ما يعِين الحزب أيضًا في محاولاته الحثيثة لرفد بيئته في لبنان بالأموال، وجود جالية لبنانية كبيرة في أميركا اللاتينية وتحديدًا في فنزويلا، يدين بعض أفرادها بالولاء المطلق لـ “الحرس الثوري”، الذي تمكّن من تكوين شركات ومجموعات وتنظيمات منفصلة من جهة، ومرتبطة ببعضها بعضًا بشكل “عنكبوتي” من جهة أخرى، ضالعة في تصنيع المخدرات وتجارتها وتهريبها، والذي يعود مردودها المالي، وفق الخزانة الأميركية، إلى “حزب الله”، خصوصًا أن واشنطن، باتت تعتبر أن فنزويلا أضحت منصة عالمية لنفوذ “الحزب” وإيران على حد سواء، وأن السفارات والمكاتب الدبلوماسية الإيرانية في أميركا اللاتينية تشكل غطاء لهذه الشركات ولعناصر “الحرس الثوري” لحماية أعمالها غير الشرعية.

فضلًا عن ذلك، هناك ما يُعرف بـ “الوعاء الأسود” بين طهران وكاراكاس، تتم عبره عمليات بيع النفط الإيراني من خلال شركات متعددة الجنسيات، في ظلّ العقوبات الغربية الخانقة على الجمهورية الإسلامية.

وإذا كانت الإدارات الأميركية السابقة ترددت مرارًا في استخدام “العصا الغليظة” ضدّ نظام مادورو، وآثرت انتهاج سياسة “الجزرة الناعمة”، خوفًا من الانتقام باستهداف مصالح واشنطن في أميركا الجنوبية، فإن قاطن البيت الأبيض الحالي، المتعطش لتحقيق إنجازات، والذي يتفاخر باستخدامه القوة لصنع السلام، لم يتوان عن استهداف العديد من القوارب المشتبه بنقلها مخدرات إلى بلاد “العمّ سام” في البحر الكاريبي، لا بل بلغت التهديدات الأميركية حد التلويح باستهداف البر الفنزويلي، وصولًا إلى قلب النظام في كاراكاس برمته رأسًا على عقب.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تسجيلات سرّية تكشف محادثات بين الأسد ولونا الشبل (فيديو)
التالى إسرائيل: المواجهة مع إيران “مسألة وقت”!