سيناريو سوريا يتكرر بفنزويلا: دور خطير لبوتين.. ومادورو الأسد 'الثاني'؟

سيناريو سوريا يتكرر بفنزويلا: دور خطير لبوتين.. ومادورو الأسد 'الثاني'؟
سيناريو سوريا يتكرر بفنزويلا: دور خطير لبوتين.. ومادورو الأسد 'الثاني'؟
ما إن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأييده لرئيس البرلمان الفنزويلي المعارض، خوان غوايدو، ودعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، حتى راح المحللون يقارنون بين كاراكاس ودمشق، التي ساهم تدخل موسكو العسكري ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

وفي تحليلها، اعتبرت رئيسة الاستراتيجية العالمية للسلع في "آر بي سي كابيتال ماركتس"، هيليما كروفت، المقارنة بين فنزويلا وسوريا مشروعة، قائلةً: "تجمّد النزاع (في سوريا) ما إن تدخّل الروس، ولكنهم يمتلكون قاعدة (عسكرية) هناك (في سوريا). ومثّلت هذه القاعدة المكسب العسكري الاستراتيجي الأساسي الذي أراد الروس حمايته"، ومتساءلةً عما إذ كانت فنزويلا تمثّل مكسباً من النوع نفسه للروس.

وتابعت كروفت: "من الواضح أنّهم أرسلوا متعاقدين عسكريين إلى هناك، وأقرضوا فنزويلا مبالغ مالية ضخمة.. ويمكنني القول إنّ دور روسيا سيكون حساساً.. (..)".
من جانبها، استبعدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية احتمال تكرار سيناريو سوريا في فنزويلا- أي تدخل موسكو العسكري في كاراكاس- لعوامل مختلفة: المسافة الجغرافية الهائلة الفاصلة بين موسكو وكاراكاس (12,419 كيلومتراً)، وغياب قوة إقليمية مثل إيران يمكن لروسيا الاعتماد عليها ميدانياً، وضغف الاقتصاد الروسي.

وشرحت الصحيفة أنّ روسيا قاتلت عن بعد في سوريا عبر طائراتها وأسطولها البحري، مستدركةً بأنّ فنزويلا لم تبلغ هذه المرحلة من الحرب: فلا يمكن للمقاتلات الاستراتيجية المساعدة على التعاطي مع المتظاهرين. وتابعت الصحيفة بأنّ لروسيا أصدقاء آخرين إلى جانب سوريا في الشرق الأوسط، مضيفةً بأنّ موسكو، تخاطر، إذا ما تدخلت عسكرياً، بإبعاد حكومات القارة عن المشهد وبدفع واشنطن إلى فرض عقوبات إضافية عليها؛ علماً أنّ الحكومة الفنزويلية لا تحظى إلاّ بدعم كوبا ونيكاراغوا.

في ما يتعلق باحتمال اندلاع نزاع عسكري مع إرسال الولايات المتحدة الأميركية وروسيا تعزيزات لدعم "الرئيسيْن"، رأت كروفت أنّ كلا الطرفيْن لا يرغب في حصول مواجهة عسكرية، قائلةً: "يرفع ترامب النبرة عند الحديث عن قوة الولايات المتحدة ولكن هل يريد أن يجد نفسه طرفاً بنزاع عسكري في فنزويلا؟ تمثّل العقوبات الخطوة الأولى.. ومن المؤكد أنّهم تركوا الخيارات مفتوحة أمام ما هو أكثر خطورة".

على مستوى العقوبات الأميركية الأخيرة على شركة النفط الحكومية الفنزويلية التي هاجمتها روسيا (وقعت شركة "روسنفت" الروسية عقداً مع شركة النفط الحكومية الفنزويلية) والصين، أكّدت كروفت أنّ فنزويلا تمثّل "علاقة استراتيجية بالغة الأهمية بالنسبة إلى روسيا"، متحدثةً عن إرسال الروس متعاقدين عسكريين إلى فنزويلا وعن بيع روسيا الأسلحة لفنزويلا. وهنا، تساءلت كروفت عما إذ ستكرر روسيا ما فعلته في سوريا في فنزويلا، أو ستحاول البحث عن خيوط جديدة مع شركاء جدد حرصاً منها على الحفاظ على امتيازاتها ونفوذها هناك.

بدورهم، لفت محللون في "كلير فيو" إلى أنّ التحوّل الجاري حالياً في فنزويلا يسلط الضوء على الانقسامات بين القوى العالمية- لا سيما بعد تشجيع واشنطن تغيير النظام في البلاد ودعم روسيا والصين وسوريا وإيران وتركيا والمكسيك مادورو- محذّرين من أنّ التساؤل عن الزمان والطريقة اللذين يمكن أن ينهيا المواجهة داخل فنزويلا "وجيه". في المقابل، نبّه المحللون من أنّ بقاء مادورو في الحكم ووفاء القادة العسكريين له المتواصل يمثلان عامليْن أساسييْن يؤثران في قدرة النظام على مواصلة تمويل المؤسسات الحكومية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق