اخرجوا من سوريا...نخرج من فنزويلا

اخرجوا من سوريا...نخرج من فنزويلا
اخرجوا من سوريا...نخرج من فنزويلا
في مطلع شهر تشرين الثاني الماضي وضع الأميركيون استراتيجية جديدة، معارضة كل من كوبا ونيكاراغو وفنزويلا، وأتى هذا الاعلان في خطاب ألقاه مستشار الأمن القومي الأميركي "جون بولتون"، حيث أعلن حينها أمام مجموعة من الجمهوريين الكوبيين الأميركيين، معارضة إدارة ترامب "ترويكا الاستبداد"، مؤكداً أن بلاده تسعى لاسقاط كل ركن من أركان هذا المثلث الذي تربطه علاقات وطيدة بروسيا والصين.

منذ العام 2017 قامت أميركا بتشديد الحصار على كوبا، كما فرضت واشنطن عقوبات على كبار المسؤولين الحكوميين في نيكاراغوا.

وتذرع المستشار الأمني الأميركي في اتخاذ هذه الإجراءات العدائية بما يعرف بـ "مبدأ مونرو" الذي أصدره الرئيس جيمس مونرو عام 1823 لمنع أي تدخل استعماري أوروبي في شؤون دول أميركا اللاتينية، مقابل اعتراف واشنطن وبقائها في منأى عن شؤون بعض المستعمرات الأوروبية القائمة آنذاك.

لم تسلم كراكاس من العقوبات الأميركية، إذ قامت الأخيرة بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على البلاد وعلى عدد من المسؤولين، ذكرت شبكة (إيه بي سي) نيوز الإخبارية الأميركية أن العقوبات الجديدة فرضت ضد أربعة حكام ولايات فنزويلية هم؛ حاكم ولاية "زوليا" عمر برييتو، وحاكم ولاية "أبوري" رامون كاريزاليس، وحاكم ولاية "فارجاس" خورخي جارسيا كارنيرو، وحاكم ولاية "كارابوبو" رافائيل لاكافا، تمنعهم من إجراء تعاملات مالية أو تجارية مع كيانات أمريكية أو مواطنين أمريكيين، وأوضح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، إن حكام الولايات الأربعة قاموا بحظر شحنات المساعدات الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة.

مع تصاعد الأزمة الاقتصادية في فنزويلا، والتي ترى السلطة الفينزويلية أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية والضغط السياسي من واشنطن هو المسبب لهذه الأزمة، أعلن خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية، في الـ 23 من كانون الثاني الحالي، نفسه "رئيساً بالوكالة" للبلاد ليتحول إلى رمز للحراك المناهض لرئيس البلاد الحالي نيكولاس مادورو.

لم تمر ساعة على إعلان غوايدو حتى قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف به عبر تغريدة له على التويتر، ووصف حكومة الرئيس الحالي بأنها "غير شرعية".

بعد هذا الاعلان والاعتراف به من قبل الأمريكيين، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على فنزويلا، حيث قامت بتجميد نحو 7 مليارات دولار من الأصول التي تعود ملكيتها لشركة النفط الوطنية الفنزويلية، وشرعت في نقل إدارتها إلى الجمعية الوطنية التي يسيطر عليها زعيم المعارضة خوان جوايدو.

منذ أن كان هوغو تشافيز رئيساً سابقاً لفنزويلا، شهدت العلاقات الروسية- الفنزويلية تطوراً ملحوظاً لم يقتصر فقط على معاهدات أو لقاءات جمعت الطرفين، فمنذ سنوات تعمل روسيا منذ سنوات على مساعدة فنزويلا من خلال تقديم اقتراحات اقتصادية لمساعدة الأخيرة الخروج من دوامة الأزمة الاقتصادية، خصوصا أن كراكاس تعتمد على النفط كمصدر أساسي ومع انخفاض الأسعار تحاول روسيا وشريكتها ايجاد مجالات اقتصادية أخرى للاستثمار.

ووفقا لبيانات وزارة التنمية الاقتصادية الروسية فإن الاستثمارات الروسية الحالية في فنزويلا تعد من الأضخم حيث تصل لحوالي 5 مليار دولار أمريكي والجزء الأكبر منها لشركة النفط الروسية "روسنفط". بالإضافة إلى استثمارات أخرى وبمجالات أخرى تضاف إلى المجموع العام وأبرزها استثمارات لمصرف "غازبروم بنك" وفروعه الفنزويلية وتقدر بحوالي 300 مليون دولار.

روسيا وفنزويلا أكثر من حلفاء؟
تعتبر فنزويلا شريكا مهما وأساسيا لروسيا في أمريكا اللاتينية حيث ما يجمع البلدين أكثر من عقود واستثمارات واتفاقات عسكرية وتبادل ثقافي وتجاري، فالتاريخ والمفاهيم التي تجمع البلدين تجعل الصداقة أمتن بين شعوب البلدين.

من الجانب العسكري  يعتمد الجيش الفنزويلي عموما على التسليح الروسي في كل القطاعات العسكرية بدءاً بالأسلحة الفردية والرشاشة وصولا إلى المدرعات والطائرات والسفن. بالإضافة إلى الاستثمارات العسكرية وأخرها بناء مركزين للمروحيات العسكرية ومصنع لرشاشات كلاشينكوف الذي سيتم بناءه عام 2019.

كما ارتفع التبادل التجاري بين الدولتين بين سنتي 2017 و 2018 إلى نسبة 48% وقدر بحوالي 84 مليون دولار أمريكي، وبلغ التصدير الروسي لفنزويلا حوالي 84 مليون دولار مقابل 800 ألف دولار لفنزويلا.

دخل الصراع الأميركي الروسي من باب جديد هذه المرة، حيث تدعم الولايات المتحدة "مرشحها" غوايدو بكل الوسائل المتاحة لايصاله إلى الحكم، أما روسيا فتقف بجانب "حليفها" مادورو الحامي للمصالح الروسية في أميركا اللاتينية.

أعلنت روسيا يوم السبت الماضي عن إرسالها نحو مئة خبير عسكري إلى فنزويلا تقول مصادر إنهم من القوات الخاصة، إضافة إلى شحنة معدات تُقدر بـ35 طنا، حيث ذكرت وسائل إعلام فنزويلية أنها مساعدات طبية.

الخطوة التي قام بها الروس أزعجت الأمريكيين بشكل كبير، ما دفع ترامب إلى دعوة الروس للخروج من فنزويلا، وقال ترامب للصحفيين خلال اجتماع مع زوجة زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو في واشنطن "على روسيا أن تخرج". ولما سُئل عن كيفية تحقيق ذلك، أجاب ترامب "سنرى.. جميع الخيارات تبقى مفتوحة".

لم يعجب رد ترامب روسيا معتبرةً إياها تهديد واضحاً للمصالح الروسية، فأتى الرد الروسي سريعاً على كلام ترامب عبر المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، حيث دعت ترامب عبد حديث للقناة الأولى الروسية بالايفاء بوعد إخراج قوات الولايات المتحدة من سوريا قبل أن يوجه أي مطالب لروسيا بالانسحاب من فنزويلا.

وأضافت زاخاروفا: "أود أن أنصح ترامب بالوفاء بوعوده التي قدمها للمجتمع الدولي بمثل هذه الحرية قبل أن يحاول تقرير مصير الدول الأخرى".

رصد "لبنان24

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق
التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق