ورأى في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن هذه "هدية إلى بنيامين نتانياهو لإعادة انتخابه رئيسا للوزراء"، لكن "مسار السلام في الشرق الأوسط مات منذ سنوات إذا كان قد عاش أصلاً أو وجد لكي يعيش". ويضيف أن "أميركا منحت اليوم دعمها الكامل والعلني للجانب الإسرائيلي في آخر الحروب الاستعمارية في العالم. وإذا أصبح الجولان جزءاً من إسرائيل بسبب تهديد إيران فإن جنوب لبنان عليه أن يكون أيضاً جزءاً من إسرائيل. أليس حزب الله أيضاً تهديداً إيرانياً؟".
وتساءل: "متى يأتي الدور على الضفة الغربية لتمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل نهائيا وإلى الأبد؟".
ولفت فيسك أن وسائل الإعلام "تتذلل لإسرائيل بخصوص هذه المسائل مخافة أن تمسها تهمة معاداة السامية". وعندما أمر كولن باول وزارة الخارجية الأميركية بإصدار تعليمات إلى سفاراتها باستعمال عبارة "الضفة الغربية المتنازع عليها" بدل "المحتلة"، التزمت جميع وسائل الإعلام الأميركية بالتعليمات.
واليوم، عندما أشارت وزارة الخارجية الأميركية بصورة مفاجئة إلى الجولان الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بدل المحتلة، يبدو واضحاً ما الذي ستفعله وسائل الإعلام، و"لكن لحسن الحظ هناك من الصحافيين الإسرائيليين والنشطاء من يتحلون بالشجاعة ويرفضون هذه المهازل".
ويرى فيسك أن "هذا التحول في التعبير ليس مفاجئاً إذا نظرنا إلى خضوع أميركا التام لمطالب إسرائيل، ولكن هذا الأمر سيكون وبالاً على شعوب الشرق الأوسط". ويضيف "تعبت من النقاش بشأن معاداة السامية في الولايات المتحدة. فالبلاد فيها الكثير من العنصريين المعادين للسامية والمعادين للعرب والمعادين للسود، دون أن نخرج مصطلح معاداة السامية عن سياقه ونتهم به جميع من ينتقدون إسرائيل"، مضيفاً أن الأميركيين لا يجرؤون على التذمر من الولاء المزدوج لأبناء وطنهم.
ويقول "انظر إليهم في الكونغرس عندما يخاطبهم نتانياهو. النواب الأميركيون يقفون ويصفقون له ثم يجلسون ويقفون مرة أخرى ويصفقون ثم يجلسون ويعودون للوقوف والتصفيق. لقد فعلوها 29 مرة في 2011 و39 مرة في 2015". ويضيف "أتابع دائماً هذا الخنوع التشريعي الأميركي بابتسامة، لأنها تذكرني بالتصفيق الذي كان يتلقاه الرئيس العراقي صدام حسين من شعبه المحبوب وما يطلبه الرئيس السوري بشار الأسد من رعاياه الأوفياء".