'العلاقة الحميمة' بينهما تثير قلق واشنطن: بوتين أصبح 'صديق الصين المفضل'!

'العلاقة الحميمة' بينهما تثير قلق واشنطن: بوتين أصبح 'صديق الصين المفضل'!
'العلاقة الحميمة' بينهما تثير قلق واشنطن: بوتين أصبح 'صديق الصين المفضل'!
خلال زيارته موسكو، وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصديقه المفضل.

كما وصف الزعيمان علاقاتهما "بالأفضل تاريخياً" عندما اجتمعا في موسكو هذا الأسبوع، في وقت تعاني فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والبلدين من توترات ساهمت في تقريب خصمين.

فالولايات المتحدة تخوض حربا تجارية مع الصين، وتهدد بفرض تعريفات جمركية ضخمة على بكين، كما أنها تجري حملة دولية لتشجيع مقاطعة العملاق التكنولوجي هواوي.


وتعاني روسيا بدورها من عقوبات اقتصادية أميركية بدأت نتيجة لاحتلال روسيا جزيرة القرم، وتوسعت لتشمل جهود موسكو في التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية الماضية.

بعيد اللقاء الصيني الروسي، طرحت في واشنطن العديد من التساؤلات. فالعلاقة الحميمة بين الطرفين بدأت تثير قلقاً في واشنطن، على الرغم من أن الخبراء يختلفون حول مدى جدية التهديد، ومدى عمق العلاقة بين موسكو وبكين

تحسين العلاقات الروسية الأميركية
وفي هذا السياق، قال ريتشارد وايتز، وهو مدير مركز التحليل العسكري-السياسي في معهد هادسون: "كان دونالد ترمب محقا خلال حملته الانتخابية عندما قال إن سياسة أميركا العدائية تجاه روسيا دفعتها إلى أذرع الصين، ورغم أن ترمب في ذلك الوقت كان يتحدث عن البعد الاقتصادي، إلا أن الأمر ينطبق أيضاً على البعد الأمني". وأضاف "إن كان لدينا قلق -على المدى القصير بشأن إيران، والمدى الطويل بشأن الصين- فمن المهم أن نحسن علاقاتنا مع روسيا".

بدورها، شاركت آنا بورشيفزكايا، وهي محللة متخصصة في الشأن الروسي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وايتز القلق بشأن العلاقة الروسية-الصينية، لكنها رأت أن الحل لا يكمن في تمتين العلاقة الروسية الأميركية.

وأوضحت قائلة: "القلق ليس من تحالف رسمي روسي-صيني، بل في توافق سياسات الدولتين اللتين تتبعان نظامين سلطويين وتعارضان النظام العالمي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة".

وتابعت: "في ظل خوض منافسات القوى العظمى من جديد، من الخطأ الاعتقاد أن روسيا بوتين والولايات المتحدة ستتعاونان معا ضد الصين، بل الأفضل هو أن تنافس الولايات المتحدة تلك القوى في الشرق الأوسط وتنظر إليه بأنه ساحة لمنافسات القوى العظمى".

مبالغة في القلق
في المقابل، رأى الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، مايك ألمان، أن القلق من التقارب الروسي الصيني مبالغ به.

وقال: "ما يفصل بين روسيا والصين أكبر مما يجمعهما على المدى الطويل، إنه زواج عملي للوقت الراهن فقط".

وأوضح قائلاً: "تعاون الطرفين معا قد يعيق من قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ بعض أهدافها الدولية، لكن التحدي الأساسي لعلاقاتهما يكمن في أن الصين وروسيا تسريان في اتجاهين مختلفين دولياً، فالصين تتصاعد اقتصاديا، أما روسيا فتحاول أن تتشبث بدور دولي وبقدراتها العسكرية و الدبلوماسية".

اختلاف في سياسة البلدين
بدوره، رأى وليام كورتني، وهو من كبار باحثي مؤسسة راند، أنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تقلق من التقارب الروسي الصيني، لعدة أسباب.

وتابع "إذا نظرنا إلى ملفات مثل فنزويلا وسوريا فسنجد أن لروسيا والصين استراتيجيات مختلفة، فبكين على سبيل المثال تواصلت بشكل هادئ مع زعيم المعارضة خوان غوايدو، أما روسيا فعبرت بشكل علني عن دعمها لنيكولاس مادورو. وفي سوريا، لا تبحث روسيا عن دعم الصين المالي لإعادة الإعمار بل تطلبه من أوروبا، لأن الصين ليست مهتمة بذلك. فرغم كل التصريحات الرسمية عن العلاقة الحميمة بين البلدين، إلا أن النظر في سيناريوهات أو ملفات محددة لا يظهر توافقا في سياسة البلدين. المكان الوحيد الذي تتوافق فيه موسكو وبكين هو في كوريا الشمالية، لكن الدور الصيني أكبر وأهم بكثير من الدور الروسي في تلك الأزمة".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق