دروس للساسة ما بعد هزيمة 'داعش'..

دروس للساسة ما بعد هزيمة 'داعش'..
دروس للساسة ما بعد هزيمة 'داعش'..

خسر داعش آخر بقايا خلافته المزعومة  بعد تعرضه لغارات جوية أميركية طيلة أربع سنوات، وحملة برية لا هوادة فيها نفذها أكراد حلفاء أميركا، وهجمات من قوات روسية وسورية وإيرانية، لكن ماذا عن الدروس التي على الساسة ان يتعلموها؟

تناول محرر مجلة "لونغ وور جورنال" بيل روغيو هذا الموضوع وكتب: "الذي يفترض أن صناع السياسة سيستفيدون من دروس الحرب على الإرهاب لمنع داعش أو مقلديه من حشد صفوفهم. ويبدو أن ماضي داعش ذاته يحكي أشياء كثيرة عنه".

ويشير الكاتب إلى أن ممارسات "داعش" الوحشية في العراق وسوريا، وخاصة ضد الطائفة الأيزيدية في شمال العراق، استدعت التدخل الأميركي. وبحلول آب 2014، بدأت الولايات المتحدة شن غارات جوية ضد التنظيم الإرهابي، وأعيد نشر قوات أميركية في العراق، بعدما سحبها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في عام 2011. وتعاونت الولايات المتحدة مع أكراد العراق وسوريا لتشكيل قوات برية محلية. وفيما حاربت الولايات المتحدة وقوات متحالفة معها داعش في العراق، قاتل الجيش السوري وروسيا وإيران التنظيم الإرهابي في سوريا".

وبحسب الكاتب، رغم تجمع عدد من القوى لمحاربة داعش، استغرق تحرير الباغوز، آخر معاقله، قرابة أربع سنوات ونصفاً. واستطاعت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم من الجيش الأميركي، كسر ظهر التنظيم الإرهابي، في 23 آذار الأخير.

ويرى الكاتب أن أول درس يفترض بصناع السياسة أخذه هو أنه لا يمكن الاستمرار في الحرب ضد داعش وكأنها لعبة مناورات. وهزيمة داعش إنجاز ينبغي عدم التفريط فيه.

وفي ظل خسارته الأراضي، أصبحت خلافة داعش افتراضية وحسب. وأصبحت قيمة الدعاية لوجود خلافة في قلب الشرق الأوسط بمثابة طفرة للتجنيد. فقد استخدم داعش خلافته لتوجيه وإلهام هجمات ضد الولايات المتحدة وأوروبا. ونفذت عشرات من عمليات إطلاق النار والتفجيرات الانتحارية والطعن والصدم بسيارات.

ولكن، بحسب الكاتب، كما أظهر الهجوم الانتحاري الأخير في سريلانكا، لا يحتاج داعش للسيطرة على منطقة من أجل تنفيذ هجمات فتاكة في دول أخرى. فقد قتل سبعة من انتحاري داعش أكثر من 250 شخصاً في هجمات وحشية ضد كنائس وفنادق تغص بغربيين.

ويشير الدرس الثاني، بحسب الكاتب، إلى قدرة داعش على البقاء دون أرض. فقد أصيب سلف داعش، الدولة الإسلامية في العراق، بضربة موجعة عند زيادة عدد القوات الأمريكية ما بين 2006 و 2010. فقد سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق على مساحات واسعة من البلاد قبل مقتل عدد من قادته، بمن فيهم مؤسس القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، فضلاً عن مقتل آلاف المقاتلين.

ولكن داعش لجأ يومها للعمل السري، وجمع صفوفه. وفي بداية 2012، عاود التنظيم شن هجمات شرسة ضد قوات أمن عراقية، تمهيداً لعودة قوية في عام 2014.

دورة مشابهة

وشهدت أماكن أخرى نفس هذه الدورة من القتال ضد الجهاديين. فقد اجتاح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية عدة محافظات في اليمن، وسيطر عليها مرتين لفترات طويلة منذ عام 2011. كما سيطر تنظيم الشباب، فرع القاعدة في شرق أفريقيا، على مقديشو ومساحات واسعة من جنوب الصومال لمدة عامين ما بين 2009 و2011 قبل أن يتم طرده على يد قوات الاتحاد الأفريقي. ومن ثم أعاد الشباب تنظيم نفسه، وهو يسيطر اليوم على نسبة 25% من أراضي الصومال، بما فيها مناطق طرد منها سابقاً.

وفي أفغانستان، خلعت قوات أمريكية حركة طالبان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولكن يسيطر اليوم طالبان على ما يعادل 10% من مساحة البلاد. ونفس الأمر تكرر، في عام 2009، في شمال نيجيريا، عندما سيطر بوكو حرام، كان موالياً للقاعدة ثم حوَّل ولاءه لداعش، على مساحات واسعة من أراضي نيجيريا.

ظروف مواتية

في ذات السياق، يحذر كاتب المقال من أن الظروف في العراق وسوريا مواتية لتكرار هذا النمط الجهادي. ولا يزال البغدادي وعدد من قادة التنظيم أحياء، ويستعد آلاف إن لم نقل عشرات الآلاف من مقاتلي داعش للقتال. وليس لدى النظامين في سوريا والعراق الاستعدادات اللازمة للتعامل مع هذا التهديد على المدى الطويل.

وأما الدرس الثالث الذي ينبغي الاستفادة منه فهو أن داعش لا يمثل التهديد الوحيد الذي يمكن دعمه عبر انسحاب أميركي حماسي، وخاصة في ظل وجود للقاعدة وموالين للتنظيم في اليمن وأفغانستان والصومال وشمال وغرب أفريقيا، ومناطق أخرى.  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق