لماذا تراجع ترامب عن توجيه ضربة لإيران ..أميركا تقرأ في كتاب مصالحها فقط؟!

لماذا تراجع ترامب عن توجيه ضربة لإيران ..أميركا تقرأ في كتاب مصالحها فقط؟!
لماذا تراجع ترامب عن توجيه ضربة لإيران ..أميركا تقرأ في كتاب مصالحها فقط؟!

تبريرُ غير مقنع  قدّمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سبب تراجعه في الدقائق الأخيرة عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، ردّا على إسقاط طائرة الإستطلاع الأميركية فوق مضيق هرمز، إذ لا يصدّق عاقل أنّ ترامب  تراجع عن ضربته لتفادي مقتل إيرانيين، بعدما علم أنّ الضربة ستؤدي إلى خسائر في الأرواح تقدّر بنحو 150 شخص،  مبديًا  استعداده لإجراء محادثات مع المرشد الإيراني أو الرئيس حسن روحاني من دون شروط مسبقة، وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترًا بدأ بعد انسحاب ترامب من الإتفاق النووي الذي أبرمه سلفه، وتزايد بسبب فرضه عقوبات اقتصادية خانقة على إيران.

فما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت ترامب يتراجع عن الردّ عسكريًا على إسقاط الطائرة الأميركية ؟

أسباب عديدة تكمن وراء تراجع ترامب استنادًا إلى قراءة الخبير العسكري العميد المتقاعد خليل الحلو في حديث لـ "لبنان 24"، عنوانها الأساسي الأولويات والمصالح الأميركية في الجغرافيا العالمية.

السبب المباشر هو التبرير الذي قدّمته إيران، ومفاده أنّ العملية كانت حادثًا غير مقصود، وهو ما كشفه نائب رئيس الأركان الأميركي السابق الجنرال جاك كين في حديث لقناة "فوكس نيوز"، أوضح خلاله أنّ ترامب تراجع عن الضربة بعدما وردته معلومات تفيد بأنّ القيادة الإيرانية غاضبة من القائد الميداني الذي أعطى أمرًا بإسقاط الطائرة المسيرة، ووجّهت ملامة إليه كونه اتخذ قرار إسقاط الطائرة من دون مراجعة القيادة في طهران، وأنّها لم تكن تريد هذا الإستفزاز. وأضاف جاك: أنّ ترامب بعدما علم بعدم رغبة إيران بإسقاط الطائرة، إضافة إلى تقدير عدد القتلى المحتمل من جراء توجيه ضربة عسكرية، اتخذ قراره بالتراجع عنها، وهو الأمر الذي أشار إليه ترامب بالقول " ربما يكون شخص غبي فعل ذلك".

في تحليل أعمق للسياسة الأميركية تحدث العميد المتقاعد خليل الحلو عن نظرة أشمل لإدارة ترامب ، تظهر أن إيران ليست في قائمة الإهتمامات الإستراتيجية الأميركية في الخارطة العالمية. " لا تريد الولايات المتحدة إلهاء نفسها في خوض حرب تبدأ في الشرق الأوسط ولا يمكن تقدير نهايتها في وقت تتمدد فيه الصين بشكل هائل، لأن تركيزهم يتجه نحو مناطق أخرى في العالم، وتحديدًا مناطق المحيط الهادىء (الباسفيك) أيّ في الجغرافيا التي تبني فيها الصين قدرات عسكرية هائلة ، كما أنّ ثقل التجارة العالمية والإقتصاد العالمي يتمركزان في الباسفيك ، وبالتالي رأت الإدارة الأميركية أنّ التصعيد العسكري مع إيران لن يفيدها، في وقت يثبت سلاح العقوبات أنّه قادر على تضييق الخناق حول إيران من الداخل، وجعلها تخضع للشروط الأميركية من دون الحاجة إلى مواجهتها عسكريًا ".

أضاف حلو "لديهم أيضًا هاجس تمدّد روسيا باتجاه أوكرانيا ومحاولة توسيع رقعة نفوذها باتجاه أوروبا الشرقية، من هنا التركيز الأميركي يتجه نحو وضع الثقل في صراعهم مع كلّ من الصين وروسيا، ولا يحبذون الدخول في ملهاة، ولو أنّ الموضوع الإيراني أيضا مهم بالنسبة لهم ولكنّه ليس في قائمة الأولويات".

يضاف إلى كل هذه الإعتبارات العامل الإنتخابي، وبرأي الحلو، دخول ترامب زمن التحضير لخوض الإستحقاق الرئاسي لولاية ثانية ساهم في إستبعاد الضربة، على اعتبار أنّ إرسال الجنود الأميركيين للقتال هو خيار يقلّص من شعبيته ويضعف من قدراته الإنتخابية.  

وبصرف النظر عما إذا كانت الطائرة أُسقطت في المجال الجوي الإيراني أو المجال الدولي، يعتبر الحلو أنّ إيران في فعلتها هذه "لاعب ماهر لأنّ الضربة العسكرية لو حصلت ستكون محدودة، ومن شأنها أن تمنح النظام الإيراني تأييدًا شعبيًا، وعدم حصولها أيضا سيُظهر إيران رابحة بتقديمها صورة الولايات المتحدة التي تهدد ولا تنفذ. أما الولايات المتحدة فتتخذ قرارها إنطلاقا من مصالحها فقط ،حتى ولو خسرت مصداقيتها أمام العالم العربي والخليجي تحديدا الذي ينتظر منها ردّا عسكريًّا".

يبقى أن مسرح الصراع بين الولايات المتحدة وإيران بكلّ أشكاله يكمن في الجغرافيا العربية، وفي ذلك نكون نحن العرب أول الخاسرين بعدما أتقنا جيدًا فن الخسارة، وفي سياقه يندرج استهداف ناقلات النفط الخليجية وحرب اليمن وحروب الوكالة التي تُخاض في مسرح الشرق الأوسط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق