استانا ... وتعقيدات اللجنة الدستورية

استانا ... وتعقيدات اللجنة الدستورية
استانا ... وتعقيدات اللجنة الدستورية
تعول روسيا مجدداً على مفاوضات استانا حول سوريا التي بدأت جولتها الـ13 امس، وتستمر يومين في العاصمة الكازاخية ، على اعتبار انها  ستعطي زخماً لملفي اللجنة الدستورية وإدلب، بعدما تراجع هذا الزخم في الاشهر الماضية نتيجة الانسحاب الاميركي منذ استانا 9، والذي حاولت موسكو ان تعوضه بالحضور العربي من خلال دعوة لبنان والعراق  والاردن الى المشاركة بصفة مراقب،  وترى ان زيادة مستوى مشاركة جيران سوريا في عملية التسوية سيسمح بمزيد من النقاش الجوهري لقضايا مثل عودة اللاجئين السوريين، وتطبيع علاقات دمشق مع الشركاء العرب.

ثمة من يقول ان روسيا ليست في موقع يحسد عليه في سوريا، فهي مضطرة للتعامل مع أطراف عدة في دمشق، من مراعاة الهواجس الاسرائيلية، حيث ان غارات العدو على مقرات سورية لم توقفها الـ S300،  الى مراعاة تركيا حيث تسعى موسكو الى شدها لمصلحتها خاصة وان 50 بالمئة من الغاز التركي يأتي من روسيا، وانقرة هي بمثابة معبر لتصدير الغاز والنفط الروسي، وصولا إلى مراعاة ايران ، علما ان التمايز بين موسكو وطهران على أشده وتم التعبير عنه بابعاد الايرانيين مسافة 85 كلم من الجنوب السوري وحرمانهم من استخدام الموانئ السورية .

ويبدي المراقبون شكوكا في امكانية أن تخرج جولة  استانا بانجازات، فسياق اللحظة يكتنفه الغموض على مستوى الاقليم ككل، والمنطقة تستشرف ما هو قادم؛ فواشنطن  عادت لتعزز أوراقها السورية عبر التنف وشرقي الفرات، فضلا عن أن محاولات التقدم في ادلب جرى ايقافها، من منطلق تسليم موسكو وطهران ببقاء ادلب تحت النفوذ التركي لأجل غير مسمى، بمعزل عن أن المعارك على اشدها في ريف حماة وإدلب.

ورغم ذلك ثمة من يتحدث عن امكانية خرق روسي تركي- ايراني في استانا يعطي دفعا لما يسمى اللجنة الدستورية، بيد أن مصادر سورية لـ"لبنان 24" لا تعول كثيراً على مسار المحادثات في ما خص اللجنة الدستورية التي تشهد تعقيدات؛ صحيح ان التفاهم حصل على أعضائها وجرى تجاوز معضلة الأسماء،  لكن المشكلة الاساس لا تزال خارج اي تبلور وتتمثل في وظيفة اللجنة  لجهة توقيت عملها ومدته ودورها من منطلق ان الهدف منها ليس قراءة الدستور السوري الراهن  انما صوغ دستور جديد وهذا ما يرفضه السوريون، وصولاً إلى بحث الفترة الانتقالية مع اخذ ضمانات من القوى الخارجية بعدم اللجوء الى تغيير النظام بالقوة، وضمان وحدة الأراضي السورية بالتوازي مع خروج القوات الأجنبية من دون استثناء من سوريا، ما يعني ان العراقيل امام إعلانها ستكون على أشدها وسوف تؤخر الحل السياسي فهي غير قادرة في الوقت الراهن على بلورة الحل وعلى اعادة اعمار سوريا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق