قراءة ديبلوماسية من بيروت.. لهذا تذهب طهران نحو التصعيد!

قراءة ديبلوماسية من بيروت.. لهذا تذهب طهران نحو التصعيد!
قراءة ديبلوماسية من بيروت.. لهذا تذهب طهران نحو التصعيد!
بالتزامن مع التراجع الأميركي العلني خطوة في التصعيد تجاه إيران، عبر إقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون من منصبه، وهو أحد المنظرين للحرب العسكرية ضدّ طهران، وعبر إعطاء دفع جدّي للجانب الفرنسي بهدف القيام بوساطة ديبلوماسية مع إيران، حصل تصعيد عسكري كبير وغير مسبوق في التاريخ تمثل بضرب حلفاء طهران، الحوثيين لمعامل آرامكو مع ما يمثله هذا الحدث من تصعيد دولي أكثر منه محلي إقليمي، وتصعيد سياسي إعلامي مع إعلان مرشد الثورة السيد علي خامنئي أن إيران لن تتفاوض مع واشنطن لا ثنائياً ولا ضمن مجموعة الـ5 +1، فما سبب هذا التصعيد الإيراني؟

تقول مصادر ديبلوماسية عاملة في بيروت أن إيران تعمل منذ بدء التصعيد الأميركي في عهد الرئيس ترامب، على تناقضات الإدارة الأميركية، بين من يريد الحرب وبين من يرفضها كلياً، كذلك تلعب طهران على تناقض آخر بين من يريدون التسوية قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية وبين من يريدونها بعدها.

لدى الإيرانيين قاعدة واحدة تحدد مسارهم التفاوضي، وفق المصادر، وهي وحدها قادرة على الحدّ من مناوراتهم العسكرية الإقليمية، وهي قيام واشنطن بتنازلات واضحة وعلنية، تكون بمثابة مبادرة تردّ عليها إيران بالمثل، وعلى هذا الأساس يحصل التفاوض الإيراني مع الفرنسيين.

وتعتبر المصادر أن طهران شعرت أن ترامب يرغب بالوصول إلى تسوية سياسية – محدودة او شاملة – معها قبل الإنتخابات الرئاسية، نظراً لتراجع شعبيته عما كانت عليه قبل أشهر، إذ إن ترامب يسعى إلى إظهار نفسه كمن يطوع خصوم أميركا قبل أن يجلبهم إلى التفاوض، من هنا ذهبت إيران بعيداً في تصعيدها بعد الخطوات الإيجابية من قبل ترامب، الأمر الذي سيزيد من الضغط عليه (إنتخابياً) في الداخل الأميركي.

وتذكر المصادر كيف سارعت واشنطن إلى الإعلان أنها ستعوض النقص في إنتاج النفط الذي سيحصل جراء قصف "ارامكو" من إحتياطها الإستراتيجي، أي أن الهدف الإيراني أو إحدى الأهداف الإيرانية التي فهمها ترامب تمثلت بالسعي إلى رفع أسعار النفط والذهاب بالتصعيد بعيداً، مما يضرب صورة ترامب أمام الرأي العام الأميركي المتحسس جداً من إرتفاع أسعار البترول.

وتقول المصادر أن هذا التصعيد الإيراني يهدف إلى دفع ترامب إلى تقديم تنازلات إضافية في أي لحظة يريد خلالها الوصول إلى تسوية مع طهران، أو الأصح إذا كان يريد الرئيس الأميركي تسوية قبل الإنتخابات الرئاسية فعليه أن يدفع ثمنها.
وتلفت المصادر إلى أن إيران تنتظر تنازلاً حقيقياً لتردّ عليه بتنازل مرتبط بالتراجع عن تعليقها العمل ببعض بنود الإتفاق النووي، أو حتى مناقشة الإتفاق ذاته لكن ليس تحت ضغط العقوبات.

وتشير المصادر إلى أن طهران لا تمانع مناقشة بعض القضايا الإقليمية، كالقضية اليمنية، لكن هذا النقاش يجب أن يكون مستنداً بشكل أساسي على توازنات الميدان، وهذا ما يُفسر أيضاً التصعيد اليمني، كمن يريد تحضير أرضية جيدة لأي مفاوضات مستعجلة يريدها الأميركي.

هذا كله، وفق المصادر، هو بإنتظار تجاوب أميركي مع الفرنسيين، وتقديم تنازل جدّي في مسألة العقوبات قبل البدء بسلسلة متبادلة من الخطوات الإيجابية قد تصل بعد "فوز" ترامب بولاية جديدة، إلى تسوية شاملة بين البلدين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن