في تقرير نشره موقع "المونيتور" الأميركي، تناول المحلل الروسي ماكسيم سوخوف موقف موسكو من عملية شرق الفرات، انطلاقاً من تصريح المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، الذي اعترف بـ"حق تركيا ضمان أمنها" ونفى حصول حديث بين الرئيسيْن الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بشأن خطة أنقرة على الرغم من "التواصل الأمني والاستخباراتي الوثيق" بين البلديْن.
وكشف سوخوف أنّ موسكو تريد إيصال 3 رسائل إلى أنقرة:
1. تبدي موسكو قلقاً من تأثير العملية التركية على "مشاريعها الهامة"، بينها اللجنة الدستورية السورية، ولذلك تريد بعث رسالة إلى أنقرة تفيد بضرورة عدم عرقلة عمليتها لتقدّم اللجنة.
2. تريد موسكو إيصال رسالة بشأن التزام تركيا بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية بموجب مسار أستانة، إذ يقول بيسكوف: "نأمل أن يلتزم نظراؤنا الأتراك، في المقام الأول، بهذه المسلمة في جميع الأحول". وفي تعليقه، رأى سوخوف أنّ هذا التصريح يعكس قلق الكرملين من أن تؤدي العملية التركية إلى تعزيز النزعة الانفصالية الكردية أو إلى احتلال أجنبي دائم للأرض السورية. ونقل سوخوف عن مصدر في الجيش الروسي قوله: "ما لم يخضع للمراقبة، قد يلحق أردوغان دماراً غير لازم".
ختاماً، رأى سوخوف أنّ المقاربة الروسية إزاء العملية التركية تتماشى مع فلسفلة "صرت للكل كل شيء"(*) التي تعتمدها في الشرق الأوسط، متوقعاً أن تتيح لروسيا جني بعض الثمار كما في السابق.
(*) (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس 9: 22) صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا.