الحريري... من فرنسا في مواجهة الحكومة!

الحريري... من فرنسا في مواجهة الحكومة!
الحريري... من فرنسا في مواجهة الحكومة!
في ظل تأزم الوضع في لبنان وتشابك الأزمات على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي وتفشّي وباء "كورونا"، انتشرت بعض المعلومات التي تفيد بأن غياب رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري عن الساحة اللبنانية والتزامه بالحجر المنزلي الى جانب عائلته في فرنسا بات يؤثر سلباً على متابعته للاوضاع الداخلية وبالتالي على دوره في الساحة السياسية.

ووفق مصادر مطلعة، فإن الحريري البعيد في هذه المرحلة عن لبنان، لا يزال يتابع الاوضاع اللبنانية والتفاصيل الحكومية بشكل دقيق، غير أنه يحاول اعادة ترتيب بيته الداخلي ويقوم بالإنصات الى مختلف الانتقادات الاصلاحية الموجّهة من قِبل المستشارين والكوادر في "تيار المستقبل" بعكس ما كان يحصل سابقا.

واضافت المصادر بأن الحريري يسعى جدًياً الى ارضاء المملكة العربية السعودية من خلال تعويم بعض الشخصيات في "المستقبل" واستبعاد اخرى عن القرار السياسي، الامر الذي، وفق التسريبات، اشترطته السعودية مؤخراً.


ولفتت المصادر الى ان الفريق الذي استبعده الحريري وصفه في مجالسه الخاصة بـ "المهادن" في حين ان الفريق الذي يتقدّم حاليا في "بيت الوسط" هو المواجه لـ "العهد" والمؤيد للقرارت الجذرية المتعلقة بالتسوية الرئاسية المنتهية الصلاحية، والذي يبدو من الواضح انه المؤثر الاساس على الحريري في قراره عدم قبول تكليفه مجددا بترؤس الحكومة الحالية.

وتابعت المصادر ان فريق الحريري الحالي يقف وراء التهديد بالاستقالة من المجلس النيابي في حال ذهاب التعيينات بعكس الرغبة "الحريرية"، لا سيما التعيينات السنية ونائب حاكم مصرف لبنان على وجه التحديد، ويبدو ان هذا الاداء لاقى نتائجه في السراي الحكومي و"عين التينة"، لكن المصادر رأت ان الحريري، الذي ترك هامشاً كبيراً لفريقه السياسي في المواجهات التكتيكية مع الحكومة، أكد عليهم ان تبقى هذه المواجهات تحت سقف اسقاط الحكومة وتشكيل جبهة معارضة شرسة في وجهها.

وأشارت المصادر الى ان السقف الذي فرضه الحريري ينطلق من عدم رغبته بالدخول في خلاف جذري مع "حزب الله" وحصر خلافاته مع "الوطني الحر" تحديدا، بدافع الحفاظ على حصة "المستقبل" في التعيينات وعدم استهداف المصالح العميقة للحريرية السياسية، حيث اعلن الحريري مرارا في الفترة الاخيرة انها باتت مهددة في ظل الحكومة الحالية، لذلك فإن المعركة التي يديرها "صقور المستقبل" ليست سوى مواجهة تكتيكية على القطعة، في حين ان "القائد" لم يرفع بعد سقف المعارضة الفعلية، اذ انه مستمر في مهادنته للحكومة بشكل عام ولـ "حزب الله" بشكل خاص.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟