تواصل الفاتيكان مع “الحزب” حقيقة ام بروباغندا؟

جاء في “المركزية”:

كمّ هائل من المعلومات يُضخّ يومياً عبر الإعلام عن لقاءات أو تواصل جرى بين الفاتيكان وحزب الله بطريقة مباشرة او غير مباشرة، عبر جهات خارجيّة تردّد أنّ الفرنسيّين من ضمنها، ومنها ما صرّح به أحد الإعلاميّين مؤخراً عن أنّ وفداً رسمياً من حزب الله زار السفارة البابويّة مرّتين ثمّ ليستدرك أنّه قد يزورها لعقد اجتماعات مهمة جداً مع السّفير البابويّ جوزف سبيتيري، وأن أمين سر دولة الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غالاغر كان من المفترض ان يلتقي خلال زيارته لبنان وفداً من “حزب الله”، لكن اللقاء لم يحصل رغم أن إحدى الصحف أكّدت اللقاء، وقوله أيضاً أن وفداً من “الحزب” سيزور قريباً جدا وربّما قبل الانتخابات النيابيّة الفاتيكان. فما دقّة هذه المعلومات؟

يشكّك بعض المصادر في المعلومات هذه ويؤكّدها آخرون بشكل ملتبس، تنفي مصادر على صلة وثيقة بالدوائر الفاتيكانية عبر “المركزية” الموضوع جملة وتفصيلاً مؤكدة أنها تدخل في إطار “البروباغندا” الإعلامية والتّكهنات، لأن الأمر لو حصل لصدر بيان رسمي عن السفارة البابوية والكرسيّ الرّسوليّ، لأن بروتوكول الديبلوماسيّة الفاتيكاني يقتضي ذلك. كما أن الفاتيكان لا يخرج عن ثوابته، ولا علاقة للتواصل مع الثوابت. هناك بروباغندا في البلد هدفها ضرب الثوابت، لكن، بحسب المصادر، لا تواصل إذ لا إعلان ولا ضرب للثوابت.

وتشير إلى ان البروباغندا هدفها شرعنة سلاح حزب الله وأيديولوجيته وتغيير هويّة البلد والترويج لحلف الأقليات واستدعاء الحمايات، والالتصاق بالديكتاتوريات ،وتغيير الاختبار التاريخي لشعوب المنطقة. وهي مستمرة وستحاول إظهار الفاتيكان كأنه يبارك هذا الخيار في وقت يتحدث عن حلف المواطنة والدولة المدنية والحريات وحقوق الانسان، ويريد الحفاظ على هويات شعوب المنطقة واختبارها التاريخي، ولديه لبنان نموذجا في إدارة التنوّع ببعده التاريخي الخاص، والذي قال فيه البابا القدّيس يوحنا بولس الثّاني إنّه رسالة. ومن يقف خلف هذه البروباغندا، منزعج من مواقف الفاتيكان وثوابته الأساسيّة في المنطقة من العراق ولقاء البابا فرنسيس السيّد السيستاني، وبالتالي لا يعلم كيف يفتعل موقفاً مقابلاً مفاده أن هناك بركة من الفاتيكان لهذا المسار.

وتؤكد المصادر أن لا وجود في الأساس، لأي إشكال مع الشّيعة في المنطقة، بل مع مشروع ايران الإيديولوجي والعسكري الذي يتبنّاه “حزب الله” والذي يخرج عن إيقاع السياسة الخارجية اللبنانية التاريخيّة المرتبطة بميثاق الحياد وصيغة العيش المشترك ، والإجماع اللبناني. كما لا مشكلة مع السّنّة في لبنان، بل مع التّطرف، ولا مع اليهود بل مع الصهيونية. ذلك أنّ الصهيونيّة وداعش وولاية الفقيه تتشابه في ما بينها، في حين أنّ الفاتيكان يدين كلّ أنواع التطرّف ويرفضها، كما يرفض التطرّف المسيحي في لبنان الذي يطالب بالفيدرالية، لأنه يرى لبنان نموذجاً في العيش المشترك.

وتضع المصادر هذه الحملة في خانة “المعالجة العنيدة” (charnementA Thérapeutique) للإيحاء بأنّ الفاتيكان يبارك، والبروباغندا تقوم بعملها بمساندة بعض الإعلام والأقلام والأكاديميين.

الفاتيكان يريد دولة المواطنة والدولة المدنية ودولة القانون والدستور والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون، والنزاهة الاقتصاديّة وحصريّة السلاح بيد الشرعية، وحصرية استعمال العنف،ويحارب الفساد، وتحقيق العدتلة، ويريد في لبنان دولة الحياد، والابتعاد عن الصّراعات الإقليمية والدّوليّة، دولة بناء السّلام. هكذا يرى لبنان. كل هذه البروباغندا هي عكس توجّهات الفاتيكان. هذا المحور للأسف خرج عن عقلانيته ولم يستوعب أبداً ثوابت الفاتيكان تجاه لبنان وثوابت بكركي وباقي المسلمين ايضاً ويحاول أن يلبس الفاتيكان موقفاً لا يتبناه، تختم المصادر.