أخبار عاجلة

ايران - واشنطن.. لا حرب بل ضغوط و عضّ أصابع

ايران - واشنطن.. لا حرب بل ضغوط و عضّ أصابع
ايران - واشنطن.. لا حرب بل ضغوط و عضّ أصابع
مع دخول العقوبات الأميركية ضد إيران مرحلة جديدة تقوم على ايقاف الاعفاءات عن مستوردي النفط ، تدخل المنطقة في مرحلة جديدة أيضاً  يتخوف معها كثيرون من أن تكون قابلة للاشتعال في كل لحظة. لا يقتصر الامر في ذلك على العقوبات وبلوغها مرحلة خطيرة، إذ أن المؤشرات السياسية والأمنية على المستوى الإقليمي أيضاً تشير إلى تصعيد في الملفات كافة.

لقد دأبت الإدارة الأميركية على الإعلان المتكرر أن العقوبات ستمضي قدماً في التصعيد، ولا يُستبعد في المرحلة المقبلة أن يضيف الأميركيون على نحو متكرر لوائح سوداء تتضمن أسماء شركات وشخصيات لا تقتصر فقط على الإيرانيين و"حزب الله"، إنما تتوسع أيضاً في اتجاه البيئة الحاضنة  ورجال أعمال محسوبين على الحلفاء، الأمر الذي يضع الايرانيين وحلفاءهم في وضعية حرجة على رغم المواقف المتششدة الحادة التي أطلقها مسؤولون إيرانيون وما ورد على لسان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر في خطابه السابق عندما اعتبر أن اليد غير مقيدة في الرد إذا وصلت العقوبات إلى درجة من الاذية لا يمكن التغاضي عنها.

في خلفية الموقف الأميركي، يرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته أن الضغط على الإيرانيين سيدفعهم في لحظة ما إلى الموافقة على الجلوس إلى طاولة التفاوض بشروط مختلفة، وأن تراكم الضغوط الاقتصادية وتراجع القدرةالشرائية للمواطن الايراني سيتسبب باحتقان اجتماعي في الشارع الإيراني وسيربك نظام الجمهورية الإسلامية، أو أن تخرج ردة الفعل الايرانية عن طورها وتبادر الى ارتكاب اخطاء عسكرية في باب المندب والخليج الفارسي.

الإيرانيون بدورهم،  بحسب مصادرهم لـ "لبنان 24" يديرون الموقف حتى اللحظة بأعصاب باردة، فهم يعتقدون أن سوق النفط العالمي لن يكون قادراً على الاستغناء عن النفط الإيراني، وأن السعودية والامارات اللتين تعدان بالتعويض لا قدرة فعلية لهما على ذلك، كما أن ارتفاع اسعار النفط بطريقة حادة لن يكون في مصلحة أحد.

يعتقد الايرانيون أيضاً أنه من الصعوبة في مكان اقفال مسارب بيع النفط الايراني، وبالتالي فإن مرحلة الاشتباك الاقتصادي ستكون طويلة، واحتمالات التدهور الى الخيارات العسكرية يبدو مستبعداً في المدى المنظور في انتظار معرفة مصير ترامب في الانتخابات الاميركية المقبلة. وهكذا تتسع دائرة المتضررين من "السياسة الترامبية"، لأن روسيا بدورها تعرضت لعقوبات اقتصادية قاسية وصنفت بعض مؤسساتها المالية والصناعية وبعض الشخصيات الرسمية على لائحة التصنيف الاميركي، مما أثر على الاقتصاد الروسي وعلى قدرة الروبل الشرائية.

أما "حزب الله" فهو ليس دولة، وكل مؤسساته تعمل خارج النظام المالي العالمي وامتداده الجماهيري  يتيح له على الدوام مورداً في الدعم والتمويل، لذلك فإن نفَسه سيكون طويلا في هذه المواجهة على رغم الاجراءات  التي تصيب بعض رجال الاعمال الذين ينتمون الى بيئته، علما أنه يرى،وفق مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي لـ "لبنان 24" أن لا مصلحة في ظل الضغوطات الخارجية أن تتسم علاقة المكونات اللبنانية بعضها ببعض بتوتر واضطراب.

في الصيف المقبل، يتوقع أن يطرح الأميركيون تصورهم لصفقة القرن التي يفترض أن تُدخل الساحة الفلسطينية في مرحلة تصعيد أيضاً، إذ أن القوى الفلسطينية المعترضة لن تقف على الحياد في مواجهة المبادرة الأميركية.

اذاً مجدداً، فإن المنطقة أمام مسار شديد التوتر اقتصادياً وسياسياً، لكن على رغم ذلك، ما الذي يدفع السيد نصر الله الى عدم توقع حصول اعتداء إسرائيلي رغم اتخاذ الحزب كل عوامل الاحتياط والحذر من حصول  تداعيات غير متوقعة؟ وما الذي يدفع الايرانيين الى الاصرار على البحث عن حلول تجارية واقتصادية في مواجهة العقوبات الاميركية؟

الاكيد، أنه في الوقت الذي تُسمع فيه طبول الحرب، يبدو أن لا حرب؛ فالقوى كافة من دون استثناء تفضّل أن تحصر مواجهتها بالأدوات ما دون العسكرية، وأن الحرب التي يتخوف منها الجميع إنما تُخاض بوسائل أخرى.
 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى