'التسوية' تنتظر عودة الحريري!

'التسوية' تنتظر عودة الحريري!
'التسوية' تنتظر عودة الحريري!
تُسرب جهات رسمية في "التيار الوطني الحرّ" منذ نحو يومين أجواءً إيجابية عن العلاقة بين أطراف التسوية الرئاسية، في مقابل أجواء مستقبلية إعلامية توحي بعكس ذلك، إذ إن السكوت الإعلامي المستقبلي يمكن تفسيره على أنه رفع لسعر الإشكال مع "المستقبل" لجعل رئيس "التيار الوطني الحرّ" الوزير جبران باسيل يستسهل الإشتباك مع التيار الأزرق ويستسهل المصالحة.

لم تكن ردود الفعل التي حصلت بعد كلام باسيل المُسرب (بعيداً ما إذا كان التسريب صحيحاً أم لا، لكنه يأتي في سياق مجموعة خلافات تكتيكية مع المستقبل) متوقعة، ربما لدى باسيل، فسياسة الذهاب إلى حافة الهاوية إنقلبت على العونيين هذه المرة.

ووفق مصادر مطلعة فإن محاولة باسيل التصعيد في وجهه المستقبل، وما يحمله هذا التصعيد من تهديد للتسوية للحصول على مكتسبات مطلوبة عونياً، لم تنجح هذه المرّة، وبدل إخضاع الرئيس الحريري تمت تقويته، إذ إن الحديث عن السنية السياسية عزل باسيل وأوجد جواً شعبياً وسياسياً تكتل حول الحريري ومكنه من إستلام زمام المبادرة.

وإعتبرت المصادر أن التسريبات العونية الآحادية التي توحي بالإيجابية هي بمثابة تراجع عن التصعيد، حيث ان باسيل خسر الكثير من الأوراق التي كان ممكن الفوز بها بالتعاون مع الحريري، فبعد أن كان الحريري لا يضع فيتو على إستبدال مدير عام قوى الأمن الداخلي بآخر، بات اليوم متمسكاً باللواء عماد عثمان، وهذا ما لم يكن يريده باسيل حتماً.

وبحسب أوساط "التيار الوطني الحرّ" فإن عودة الحريري إلى لبنان سيكون حدثاً مفصلياً لإظهار تماسك التفاهم بين التيارين، وإن كل ما يحكى ليس سوى شائعات إعلامية.

لكن الواقع يبدو مختلفاً، فالحريري العائد بدعم كبير من طائفته أولاً ومن خصوم باسيل ثانياً، سيجد أنه قادر على تبديل قواعد اللعبة داخل مجلس الوزراء، أو أقله إستعادة التوازن المكسور لمصلحة باسيل منذ التسوية الرئاسية، فتهيّب باسيل من سقوط التسوية الرئاسية كشف إحدى نقاط ضعفه التي يمكن للحريري إستثمارها بشكل جدّي,

ورأت المصادر أن ملف التعيينات المقبل على جلسات مجلس الوزراء، قد يشهد هذا التبدل في العلاقة بين الطرفين، من دون المسّ طبعاً بأسس التسوية الرئاسية التي لا تزال حتى اللحظة حاجة مشتركة للطرفين.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى