المعركة الرئاسية بين باسيل وعون... قبل آوانها!

المعركة الرئاسية بين باسيل وعون... قبل آوانها!
المعركة الرئاسية بين باسيل وعون... قبل آوانها!

في المشهدية السياسية، وقبل ثلاث سنوات من المعركة الرئاسية، ومن ضمن عدد من السيناريوهات الإفتراضية الظاهرة إلى العيان حتى هذه الساعة، يبدو الصراع الخفي على الوصول إلى بعبدا في العام 2022، على رغم نفي أصحاب الشأن حيثياته في الوقت الراهن، متصدّرًا الحراك السياسي وما يتمّ تسريبه من وقت لآخر من معلومات مجهولة المصدرعما يمكن أن "يحرق" أوراق أوحظوظ هذه الشخصية أو تلك، لإعتقاد بعض الطامحين السياسيين بأن من شأن هذه التسريبات أن تقلل من فعالية حضور المنافسين الجديين في سباق الألف ميل، والذي يبدأ دائمًا بخطوة لا بدّ منها من أجل ترميم الجسور بين الواقع والمرتجى، وعلى كل الأصعدة الداخلية والخارجية، على رغم أن الساحتين الإقليمية والدولية، والتي غالبًا ما يكون لها تأثير ما في الإنتخابات الرئاسية، متحركتان وسط كمّ هائل من المتغييرات المتسارعة، إذ لا يمكن التكهن بما تحمله من مفاجآت، وبالتالي لا يمكن المراهنة على أي واحد منها قبل البلوغ إلى الربع الساعة الأخير من أي إستحقاق داخلي، وبالأخص الإستحقاق الرئاسي.

وتفصيلأ، فإن من بين المتسابقين على خلافة الرئيس ميشال عون، بعد ثلاث سنوات من الأن، تتصدر أسماء كل من الوزير جبران باسيل ورئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وقائد الجيش العماد جوزف عون، مع إحتمال بروز أسماء أخرى.

لا شك في أن هذه العملية تخضع لعوامل عدّة، من بينها ما هو داخلي صرف، ومنها ما هو خارجي وفقًا لظروف تلك الساعة، والتي تحكمها التطورات على الساحة السورية وما لهذه التطورات من علاقة مباشرة بأي إستحقاق لبناني داخلي، وبالأخصّ الإستحقاق الرئاسي.

في العامل الداخلي يبرز موقف "حزب الله" وحلفائه من أي مرشح محتمل كورقة ضاغطة في عملية تأمين النصاب القانوني لأي جلسة إنتخابية، مع التذكير، ولو من قبيل تنشيط الذاكرة، بما حصل خلال ما يقارب السنتين والنصف السنة من تعطيل لجلسات إنتخاب رئيس للجمهورية قبل تسوية إنتخاب العماد عون، وهو عامل يراه البعض أساسيًا في ما يسمى بـ"اللعبة الديمقراطية"، وإن أتخذت أشكالًا متعددة، وهو حق تمارسه أي جهة سياسية من أجل ضمان إيصال الشخصية، التي يمكن أن تكون أقرب من غيرها إلى خياراتها وتوجهاتها.

وفي هذا التفصيل قد تسقط اسماء وتبرز اسماء أخرى تبعًا لطبيعة المعركة وظروفها الموضعية.

أما في العامل الخارجي فتأتي واشنطن من بين العوامل الرئيسية المؤّثرة، ودائمًا وفق ما تمليه الظروف المحيطة بهذا الإستحقاق، الذي لا يزال الحديث عنه سابقًا لآوانه، خصوصًا إذا أخذنا في الإعتبار مدى فاعلية الإدارة الأميركية الجديدة في حينه ومدى تاثيرها خارج نطاق حدود نفوذها في الخارج.

عمليًا، وحتى هذه الساعة، ووفق مقاربات وحسابات الوزير باسيل، فإن من بين الاسماء المحتملة، والتي يمكن أن تكون منافسًا جدّيا له، يبرز إسم العماد عون في مقدمة الأسماء، التي يمكن أن تشكل تهديدًا مباشرًا له.

من هنا، وفي رأي بعض الأوساط السياسية، يمكن فهم الحملة التي تشّن ضد قائد الجيش، بهدف هزّ صورته أمام الرأي العام، وقد يكون تسريب صورة العماد عون مع العميل عامر فاخوري واحدة من الاساليب، التي يمكن أن تتخذ أوجهًا متعدّدة في المستقبل، وقد لا يكون الصراع الخفي حول الصلاحيات داخل المؤسسة العسكرية من بين "عدّة الشغل"، والتي يمكن أن يكون رأس حربتها أحد المقربين من باسيل، والذي يشغل موقعًا مهمًّا داخل الحكومة.

وإلى أن يحين الموعد فإن كل الأسلحة غير المحظورة تبقى مشروعة من أجل ضمان الحصول على أكبر قدر من الأوراق الرابحة في لعبة تبدو فيها جميع الأوراق مستورة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى