الحريري في عين العاصفة داخلياً وخارجياً... وعتب على باسيل!

الحريري في عين العاصفة داخلياً وخارجياً... وعتب على باسيل!
الحريري في عين العاصفة داخلياً وخارجياً... وعتب على باسيل!
كتب أيمن عبدالله في صحيفة "الديار": أصبح رئيس الحكومة سعد الحريري محاطا بكل أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية، فكيفما يلتفت الرجل سيجد من يهاجمه أو يعايره، أو يحاول التضييق عليه من اجل إحراجه، فإخراجه، سواء من رئاسة الحكومة، أو من التسوية الرئاسية التي أبرمها مع التيار الوطني الحر، مع العلم أن الأخير، أي الحليف القوي المفترض، بات يستغل كل مناسبة متوفرة للضغط على رئيس الحكومة من أجل تحقيق اهدافه.

لم يعد الرئيس الحريري مرتاحا، وهذا ما يظهر واضحا على صفحات وجهه، اذ بات يتلقى السهام من داخل تياره، ومن خارجه، فمن هم من بيت واحد يهاجمونه بحجة تقديمه "الكثير" لمصلحة التسوية الرئاسية وبلا مقابل، خصوصا أن استلامه دفة الحكومة ليس من نتائج التسوية بل بسبب دعم حزب الله له في هذا المنصب داخليا، ودعمه خارجيا. تكشف مصادر مقرّبة من الحريري أن المعركة الاخطر له هي تلك التي يُشعلها أهل بيته، في الطائفة السنية، لأن الدعم الأساسي الذي يعتمد عليه كرئيس تيار هو دعم تياره، مشيرة الى أن هؤلاء لا يطلقون رصاص مواقفهم بشكل مباشر إنما يصوبون عليه تحت ستار "الحرص" على مصلحته ومصلحة طائفته، بانتظار لحظة إقليمية ما تفك ارتباط الحريري بالمملكة العربية السعودية.

نعم يُدرك الحريري بالنسبة للمصادر أن بقاءه في منصبه ينبع من غياب البديل اولا وأخيرا، وبالتالي هو لا يجاري التيار الوطني الحر لاجل منصب، ولا يهادن حزب الله لأجل كرسي، بل يفعل ذلك لأجل نجاح الحكومة وخروج لبنان من النفق المظلم، مشددة على أن الأمل المتبقّي في عيون الحريري لم يعد كبيرا، خصوصا بعد الأيام العشر الأخيرة التي شهدت زيارة فرنسا، وجلسة المجلس النيابي وما بينهما.

تكشف المصادر أن الحريري خرج من جلسة المجلس النيابي ممتعضا وغاضبا، لا بسبب اعتراضه على شكل مداخلات نواب "لبنان القوي"، بل على المضمون، لانه اكتشف أن من يُفترض بهم أن يكونوا الأحرص على نجاح حكومته وعهدهم، لا يبالون سوى بمشاريع مناطقية، فئوية، يريدون من خلالها مسك الساحة المسيحية بانتظار الانتخابات المقبلة، ولا يقيمون وزنا لمصلحته لا ضمن رئاسته للحكومة ولا ضمن مناطقه.

وتقول المصادر المقربة من الحريري: "هذه المرة الثانية التي يتعرض بها نواب "لبنان القوي" لصلاحيات رئيس الحكومة، وكأن المطلوب تفجير كل شيء، ولكن وإن لم يكن مستغربا وقوف الوطني الحر الى جانب القوات والكتائب، وذلك بسبب عدم نية أي فريق ترك الملفات التي تحمل طابعا طائفيا وشعبوياً للفريق الأخر لكي لا يتكسّب من خلالها شعبيا، الا أن المستغرب كان عدم المبالاة بكل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والمشاكل التي يعاني منها لبنان، خصوصا بعد أن باتت الحلول أصعب بعد الشروط الفرنسية الإضافية.

يملك الحريري كمّا ضخما من العتب على الشركاء في الحكومة، لا سيما التيار الوطني الحر، فإن كان مفهوما لدى تيار المستقبل موقف حزب الله من السعودية، الا أن موقف وزير الخارجية جبران باسيل من الاعتداء على أرامكو كان مستغربا. تشير المصادر الى أن الموقف "الشاذ" عالميا جاء بعد أقل من 48 ساعة على خبر نجاح الحريري بإقناع السعوديين بدعم لبنان ماليا، الامر الذي يمكن أن يؤثر سلبا على العملية، مشددة على أن هذا الموقف الذي كان يمكن تفاديه سيؤذي لبنان، ويضع محاولات رئيس الحكومة بمهب الريح.

عندما يُفتح ملف التسوية الرئاسية مع الحريري، كان ولا يزال يشدد على أهميتها في تأمين الاستقرار للبنان، ولكن الجديد هذه المرة بحسب المصادر هو أن رئيس الحكومة الذي يتمسك بهذه التسوية، لن يفضّلها على بقاء لبنان، خصوصا أنه يرى الانهيار الاقتصادي مقدمة لانهيار البلد. لم يفقد الحريري الأمل بتضافر الجهود للخروج من الازمة، ولكن بحسب المصادر فإن المتابع لجلساته الخاصة ولقاءاته غير الرسمية يلاحظ بأن الأمل يتضاءل، اذ كلما فتح الحريري بابا للحل يجد من يقفله.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى