أخبار عاجلة

عندما يتحوّل الإعلام إلى وسيلة إبتزاز!

عندما يتحوّل الإعلام إلى وسيلة إبتزاز!
عندما يتحوّل الإعلام إلى وسيلة إبتزاز!

لم يعد وضع الإعلام في لبنان اليوم كما كان بالأمس القريب، وقبل أن تطال الأزمة الإقتصادية صفحاتها، حيث كانت الصحف التي تعاني الأمرّين صانعة للحدث ومؤثرّة إيجابًا في تكوين رأي عام واعٍ ومثقف.

لم يكن بعض الرؤساء العرب يقدمون على أي خطوة قبل أن يقرأوا ما في الصحافة اللبنانية من معلومات ومقالات وتحليلات، وكانت تتسم بمجملها بالموضوعية، وإن كان بعض منها يرّوج لهذا النهج أو لتلك الأفكار، تحت مسمّى الدعم السياسي والمالي لهذه الصحيفة أو تلك، التي حافظت على رغم ذلك بالحد الأدنى من المهنية، التي لم تخرج يومًا عن أدبيات المخاطبة ولم تكن تلجأ إلى الإبتزاز السياسي، كما هي الحال اليوم مع بعض الصحف الصفراء، التي تمارس عملية إبتزاز مكشوفة وفاضحة، غير آبهة لنتائج ما ترّوج له وتفبركه من روايات هي أقرب إلى الخيال منها إلى الواقعية، خصوصًا أن تاريخ هذه الصحف، على قلتّها، بات معروفًا، بحيث اصبح المال السياسي هو من يحدّد لها سياستها وعناوينها وأخبارها، وهي في أغلبها ملفقة، إما إمتداحًا وإما شتمًا، وذلك طبقًا لما يمكن أن يُغدق عليها من عطاءات، أو تُحجم عنها، وهي باتت وسيلة تلجأ إليها تلك الصحافة الصفراء، بعدما اصبحت وسائلها الرخيصة معروفة من القاصي والداني.

فهذا النوع من الصحافة يهادن عندما تُفتح له حنفية المساعدات الظرفية، ويشتم حين تُقفل تلك الحنفية، في عملية إبتزاز لا سابق لها في عالم الصحافة الحرّة والمستقلة، التي لا تخضع لا لترغيب ولا لتهديد، وذلك من أجل أن تبقى منسجمة مع دورها ورسالتها في قول الحقيقة والتفتيش عنها والدفاع عن حقوق ناسها وإيصال صوتهم الخافت إلى حيث يجب أن يصل

فما بين هذه الصحافة الشريفة كأمرأة قيصر وبين تلك التي تلبس لبوسًا لا يليق بالصحافة كأشرف مهنة على وجه الأرض بون شاسع.

فالأولى تقوم بدورها على أكمل وجه، على رغم ما تمرّ به من ضائقة مادية، وتجهد من أجل أن توصل رأيها الحر والمستقل بكل جرأة وموضوعية، وغالبًا ما تصيب الهدف وتحقّق النتائج المرجوة وتصل إلى العقول وتحاكي المستقبل بإستشراف وذهنية منفتحة.

أما الثانية، وشتّان ما بينها وبين الأولى، فتلجأ إلى أرخص الوسائل، من إبتزاز مكشوف وموثق إلى سرد قصص هي نتاج عقل مريض وتلفيق أخبار كاذبة ونسج إتهامات باطلة هي أبعد ما تكون عن الواقع، وتحاول أن تبقى وتستمر، ولو على حساب كرامتها وكرامة العاملين فيها المغلوب على أمرهم، وكذلك على حساب سمعة الذين لم يتجاوبوا مع حملاتها الإبتزازية.

صحيح أن الذين استحوا ماتوا. أما الذين لم يستحوا فما لهم سوى القضاء للفصل بين ما هو حق وما هو باطل، خصوصًا أنه لا يصح غير الصحيح، على أن تبقى الصحافة الشريفة هي المثل والمثال.

 

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى