أخبار عاجلة

لاستنهاض قوة طرابلس الكامنة برعاية الرئيس ميقاتي

لاستنهاض قوة طرابلس الكامنة برعاية الرئيس ميقاتي
لاستنهاض قوة طرابلس الكامنة برعاية الرئيس ميقاتي
كتب الكاتب والباحث في الشؤون الاستراتيجية سمير الحسن: "وتدلهم الليالي، ويتمدد الظلام على حساب النور، وندخل في دوامة يجمع الجميع أنها "المجهول"، ونتائجها غير معروفة، ومآلها صعب الإدراك. في هكذا حالة قلما وصل إليها لبنان من دون حروب عسكرية، كل الجمهور يتساءل: وبعدها.. إلى أين الاتجاه؟ والمشكل الأكبر أن لا جواب شافيا لدى أحد، ولا حلا يستطيع أحد أن يطرحه.

تأتي الأزمة اللبنانية الراهنة بعد عقود من التآكل، والحروب، والصراعات، والتجاذبات، وعدم الاستقرار، وضياع الرؤية، وغياب أي شكل من أشكال الحل.

في الداخل اللبناني، تتفاقم الأزمات، ويستعصي أي شكل من أشكال الحلول لجملة من التحديات والأمور، أبرزها النفايات، والكهرباء، وجهاز الدولة الإداري، ولكن أبرزها، الأزمة المالية، وجفاف الدولار، مع ما يعنيه من خطر داهم، وحقيقي على الكيان في اللجوء إلى آخر الورقات فيه، وهي الأساس، النقد، وبعده.. الطوفان.

من هنا، يطرح علينا في لبنان عامة، وفي مدينتنا طرابلس بصورة خاصة، كيف نتصرف في ظل هذه المعمعة، المحلية المتمثلة بالتخبط بالأزمات، وأبرزها أزمة الدولار، والاقليمية خصوصا بعد الخطوة التركية.

بعد سلسلة الأزمات التي عاشتها طرابلس، وتركت أبلغ الآثار المدمرة على بنيتها الاجتماعية، والاقتصادية، والحياتية بصورة عامة، يتهدد المدينة ما يفترض أن يكون أسوأ مما يتهدد بقية المناطق التي شهدت أنواعا من التنمية، والرعاية، والاهتمام الرسمي من قبل الدولة، وقواها السياسية المناطقية، بما لم تشهده طرابلس بالمطلق.

وفي غياب الدولة عن طرابلس تنمويا، لعب الرئيس نجيب ميقاتي دور البديل بطريقة من الطرق، وبنسبة عالية، تفوق قدرة رجل واحد، وإن كانت أقل بقليل مما تتحمله دولة. فالرئيس ميقاتي سد الثغرات التي خلفتها الأحداث، والتي كان يفترض بالدولة اللبنانية أن تقوم بها، وذلك من باب حبه لمدينته وأهلها. بدا هو الدولة، وهو المرجع، والتبس الموقف على الجميع، واعتبروا أنه بديلا منها، متناسين أن الأعمال الانسانية ليست من مهام الدول، وإنما مبادرات من أصحابها المتمتعين بنزعات انسانية كالرئيس ميقاتي، كما أن مهام الدول لا تقع مسؤوليتها على أشخاص، مهما كانوا أغنياء أو أقوياء، ولذلك يتحمل الرئيس ميقاتي تبعات هذه النظرة الخاطئة بتحميله مسؤولية المدينة، ومتاعبها.

في ظل ما يتهدد الوضع العام، هناك ضرورة لبديل سريع قدر المستطاع يتدارك الوضع قبل احتمالات الانهيار، وقد تكون الضرورة بلورة قوة شعبية بالتزامن مع الحضور السياسي للرئيس نجيب ميقاتي، خاصة في ظل تراجع قدرة السلطة على استنهاض المدينة، وإعادة دورة الحياة الاقتصادية نتيجة السياسات الرسمية المتبعة، والتي ادت الى اضعاف البلد، عامة، وطرابلس بالأخص، وإلى الدخول بمرحلة متقدمة من الوهن، والتحلل.

لقد أعطت مبادرات الرئيس ميقاتي جرعات من الإنعاش، ولكن المشكلات القائمة اصبحت أقوى من التدخل الشخصي، مما يفترض إعادة تفعيل دورة الحياة السياسية وهي خطوة قد تكون بداية استعادة دور طرابلس، وحمايتها من تداعيات ما يجري التخوف منه من مجهول.

لقد حاول الرئيس ميقاتي في السنوات الماضية العمل بعيدا عن الاصطفاف والانقسام والنأي بالمدينة عن لعبة المحاور، ولكن هبوب الرياح من كل حدب وصوب لم يترك فرصة لتنمية وتطوير خطط، وبرامج أكثر تطورا، كما لم يكن ممكنا تطوير الاداء السياسي، او تفعيل العمل الخدماتي والانمائي نتيجة الانقسامات الحادة بين مختلف القوى الطرابلسية، لهذا اكتفى الرئيس ميقاتي بالعمل المحلي عبر الدور الاجتماعي، والخدماتي بانتظار بلورة المشهد العام في المنطقة.

ربما تفرض الوقائع، وما يترافق معها من مخاطر المجهول إلى المبادرة لتشكيل قوة شعبية، يرجح أنها كامنة في المجتمع الطرابلسي، وتراكمت مفاعيلها عبر الزمن الطويل من العطاء والتفاعل غير المحدودَين، ولا بد من خطوات لاستنهاض هذه القوة برعاية الرئيس ميقاتي، وتأطيرها، وتنظيمها بما يشكل بديلا من غياب مرجعية في حال وقع الأسوأ، وتداركا للمخاطر الكبرى الناجمة عن غياب أية مرجعية أخرى".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى