أخبار عاجلة
OpenAI تتيح متجر GPT لكافة المستخدمين -

هذا ما كان يجب على الحريري أن يفعله !

هذا ما كان يجب على الحريري أن يفعله !
هذا ما كان يجب على الحريري أن يفعله !

إستبق الرئيس سعد الحريري، وهو يتلو ما توصل إليه مجلس الوزراء من قرارات إعتبرها إصلاحية، ردّة الفعل السلبية للمتظاهرين، الذين صبروا كثيرًا قبل أن ينفجروا، حين أقرّ وأعترف بأن هذه الإصلاحات كان يُفترض أن تُقرّ في اليوم الأول من حكومة العهد التي صنفت أولى، من دون أن نفهم حقيقة وحتى هذه اللحظة ما معنى هذا التصنيف أو تلك الصفة، لا أن تُترك إلى حين الإنفجار الكبير. ولو لم يتحرّك الشارع ويهدّد "عروشهم" لما كانت هذه الورقة قد أبصرت النور، وهي ورقة جيدة لو أنها أقرّت في ظروف طبيعية وليس بفعل ضغط الشارع، الذي سبق أن إسُتعمل في حكومة الرئيس تمام سلام للضغط عليه من الجهة التي تتعرض اليوم للضغط.

 

صحيح أن الحريري أقرّ بمبدأ إجراء إنتخابات نيابية مبكرة، وهذا ما لا يتوافق معه به كل من الوزير جبران باسيل و"حزب الله"، إلاّ أن هذه الخطوة لم تلقَ الصدى الإيجابي لدى المتظاهرين، مع أن هذا الأمر هو من بين أحد أهمّ مطالبهم، وذلك بسبب أن هذه الموافقة من قبل رئيس الحكومة أتت ناقصة وغير مكتملة العناصر، لأن المطالبة بإجراء إنتخابات مبكرة تأتي كخطوة ثانية مكمّلة للأولى، الا وهي إستقالة الحكومة، وهذا ما كان يجب أن يقوم به الحريري، الذي يعرف مسبقًا أن لا بديل له لإعادة تكليفه بتشكيل أخرى من وزراء إختصاصيين وغير سياسية أو تنتمي لهذا الحزب أو ذاك التيار، على أن تكون الكفاية هي المعيار الوحيد في عملية إختيار حكومة من 15 وزيرًا، على أن تشكّل في مهلة لا تتجاوز الـ72 ساعة، على أن يكون بيانها الوزاري تلك الورقة التي أعدّها وتم التوافق عليها من قبل المكونات السياسية كافة، على أن تحدّد فترة التنفيذ وفق خطة مبرمجة لا تتعدى الثلاثة أشهر، يصار بعدها إلى إجراء إنتخابات مبكرة، بعد إدخال تعديلات جذرية على القانون الحالي، فيكون الإطار الذي على اساسه سيختار الناس ممثليهم وفق معايير مختلفة عن معايير الماضي، بحيث تغيب وجوه وتظهر وجوه أخرى لم تلوثها السياسة المتبعة منذ ما قبل الإستقلال.

 

فلو فعل الرئيس الحريري هذا الأمر لكان دخل التاريخ من بابه العريض، ولكان استوعب حركة الشارع وأعطى المتظاهرين ما لم تعطهم الورقة الإصلاحية، ولكان قد تحرّر من إلتزامات التسوية الرئاسية، التي تكبله وتجعل هامش الحركة لديه ضيقًا جدًا، وتحرّره بالتالي من عقدة 7 أيار والقمصان السود.

 

أمّا وقد سارت السفينة، سفينة الحكم، بما لا تشتهيه سفن الشارع الثائر والغاضب، فإن بقاء الوضع على ما هو عليه هو سيد الساحات، من دون أفق واضح لكيفية الخروج من هذا المأزق، الذي تفاقم بعدما أتُهم المتظاهرون بأنهم ممَولون من بعض السفارات، مع العلم أن معظم الذين نزلوا إلى الشوارع هم تلامذة المدارس وطلاب الجامعات ولا يعرفون شيئًا عن السفارات، التي يبدو أن مفبركي مثل هذه التركيبات يعرفونها جيدًا وعن ظهر قلب، وهم على ما يبدو لم يقرأوا جيدًا ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل ثلاثة أيام، الذي جزم بأن لا دخل للخارج بحركة الشعب العفوية.

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى