القلق الأساسي يتمحور حول سلامة اللاعبين والجماهير في ظل موجات الحر المتزايدة، وما تفرضه من تعقيدات تنظيمية لم تُحسم بالكامل بعد. وتتصدر بعض الملاعب واجهة النقاش، أبرزها ملعب "سوفي ستاديوم" في لوس أنجليس، المقرر أن يستضيف ثماني مباريات، حيث جُهّز بأنظمة تبريد تشمل مراوح لرذاذ المياه وسقفًا يوفر الظل وفتحات تسمح بدخول نسيم المحيط.
ورغم هذه الإجراءات، لا تحظى جميع ملاعب البطولة بالبنية نفسها، فيما تُصنَّف مدن مستضيفة عدة ضمن مناطق الخطر الحراري، خصوصًا بين 11 حزيران و19 تموز، موعد إقامة البطولة. دراسة علمية نُشرت مطلع العام الحالي حذّرت من مخاطر صحية على اللاعبين والحكام، وحدّدت مدنًا مثل ميامي ونيويورك وبوسطن وفيلادلفيا كمناطق عالية الخطورة.
وسبق أن ظهرت المشكلة بوضوح خلال كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى اعتماد فترات توقف إلزامية لشرب المياه. وبحسب الجدول المبدئي، ستُقام معظم المباريات النهارية في ملاعب مكيفة، فيما تُنقل المباريات في المدن الأكثر حرارة إلى الفترات المسائية.
في المقابل، حذّرت فيفبرو من أن بعض المباريات لا تزال تشكل خطرًا صحيًا، مطالبة بإمكانية تأجيلها إذا تجاوزت مؤشرات الحرارة الحدود الآمنة، ولا سيما مباريات دور المجموعات والنهائي في نيويورك.
ولا تقتصر المخاوف على اللاعبين، إذ يشير خبراء إلى أن الجماهير أكثر عرضة للإجهاد الحراري بسبب الاكتظاظ، وضعف التهوية، واستهلاك الكحول، وتأثير الخرسانة داخل الملاعب. لذلك، يشدد مختصون على ضرورة تكثيف إجراءات الوقاية، من توفير المياه والمناطق المظللة، إلى إطلاق حملات توعية متعددة اللغات، خصوصًا للجماهير القادمة من خارج أميركا الشمالية.



