أخبار عاجلة
حرب أوكرانيا: 5 سنوات إضافية؟ -
روسيا تحقق في القوقاز ما عجز عنه الغرب -

واشنطن - طهران.. المنطقة جبهات متعددة

واشنطن - طهران.. المنطقة جبهات متعددة
واشنطن - طهران.. المنطقة جبهات متعددة
تلقت الولايات المتحدة امس ضربة تكتيكية جديدة في سوريا أدت الى فرار مجموعة سورية كاملة من قاعدة التنف وانشقاقها عن المعارضة وانضمامها الى الجيش السوري بعد تواصل دام 5 اشهر، ترافق ذلك مع تصعيد واضح في الخليج اعلنت عنه البحرية الاميركية اذ اكدت أن 11 زورقاً ايرانياً لاحقوا سفناً حربية اميركية وكادوا يستطدمون بها، وبالتوازي تحدث متابعون ايرانيون عن أن تحذيرات ايرانية ادت قبل ساعات الى تغيير طائرة اميركية مسارها بعد اقترابها من المجال الجوي الايراني.

كل ذلك يوحي بأن التوتر العسكري عاد الى المنطقة، بعد استراحة دامت اسابيع فرضها فايروس كورونا من جهة واعادة الانتشار الاميركي في قواعد العراق العسكرية من جهة اخرى، لكن اللافت أن الولايات المتحدة الاميركية التي تتلقى خسائر تكتيكية بعد تقدمها الواضح في الاشهر الماضية، عادت الى تقسيم الجبهات في المنطقة والتعاطي معها بحسب خصوصياتها، والهدف: تقليم اظافر ايران وانهاء تمدد "حزب الله" الاقليمي.رضيت الولايات المتحدة الاميركية بالفشل النسبي لاستثمارها في الحراك الشعبي في لبنان من خلال وقف المعركة الحاصلة مع "حزب الله" في الساحة اللبنانية، مع محاولاتها تسجيل نقاط بين الحين والآخر في المشهد اللبناني مثل قضية عامر الفاخوري، ومقابلات السفيرة الاميركية المتتالية على شاشات التلفزة، بعد تركيز الاضاءة في الاسابيع الماضية على المساعدات الصينية وعلى عمل اجهزة "حزب الله" المدنية في مكافحة كورونا، لكن كل ذلك لا يعني أن واشنطن تريد الاستمرار في الاشتباك المباشر مع الحزب في الساحة اللبنانية.

قبل اشهر، اقحم الاميركيون الساحة اللبنانية بشكل لافت في نطاق الجبهات المشتعلة في المنطقة في  محاولة لجعل منطقة نفوذ "حزب الله" الاساسية ساحة صراع ساخنة لا ساحة للحرب الباردة التي يحبها الحزب. لكن المعركة التي لعبت فيها واشطن اوراقاً كثيراً، وصلت في نهاية المطاف الى طريق مسدود، ولم تحقق أياً من اهدافها الاساسية، وهي وبالرغم من تضرر الحزب منها اعلامياً، غير انها وصلت الى تشكيل حكومته بكل ما للكلمة من معنى من دون أي ردة فعل دولية حقيقية، كل ذلك حصل ولم يستعمل الحزب أي ورقة من اوراق قوته في الساحة اللبنانية، الامر الذي اعاد قواعد الاشتباك الى سابق عهدها بينه وبين الاميركيين والى ابعاد لبنان عن الصراع الساخن بينهما في المنطقة.

في سوريا لا يزال الترقب سيد الموقف بعد العمليات التي حصلت قبل اسبوع ضد القوات الاميركية، وبعد عملية الاستهداف الاسرائيلية الاخيرة لقيادي في "حزب الله"، خصوصاً أن واشنطن تتعاطى مع وجودها في سوريا كونه وجودا ضامنا لتوسيع هامش الحركة العسكرية والامنية الاسرائيلية، وهو ليس وجوداً مهما لواشنطن بذاتها، حتى أن الصراع على مناطق نفوذ الاكراد بين موسكو وواشنطن هو للعلب على العلاقة التركية - الروسية وليس هدفا للنفوذ الاميركي، كذلك فإن النفط السوري ليس فيه مخزونات استراتيجية تجعل واشنطن تصر على ابقاء جيشها للحصول عليه.

حتى اليوم، لا يزال الصراع الايراني - الاميركي في سوريا مضبوطاً تحت سقف مصالح الدول الشريكة بتقاسم النفوذ السوري، لكن انفجار الوضع قد يحصل في لحظة ما. ماذا مثلاً، كان سيحصل لو نجحت محاولة الاغتيال اول من امس للقيادي في الحزب؟ او ماذا لو حصل خطأ ادى الى وقوع قتلى ايرانيين في غارة اسرائيلية على قافلة صواريخ؟ او ماذا لو قررت ايران توسيع هامش استهدافها للقوات الاميركية في سوريا، والتي للمفارقة هي اكثر انكشافاً من نظيراتها في العراق؟

في العراق، وبعد الخسائر الكبرى التي تلقتها طهران وكانت قمتها عملية اغتيال قاسم سليماني، عاد التوازن تدريجياً الى الساحة العراقية، خصوصاً مع اعادة تموضع مقتدى الصدر التي يبدو انها ستطول هذه المرة، اضافة الى بدء حراك عسكري جدي ضد القوات الاميركية، اضافة الى اسقاط مرشح واشنطن وتسمية مرشح آخر يقال انه اقرب لطهران لرئاسة الوزراء.

يقول كثر إن الساحة العراقية لا تزال هي الساحة الاسخن في الصراع الاميركي - الايراني، ولعلها الساحة التي ستشهد حمامات دم في الاسابيع والاشهر المقبلة، خصوصاً مع الاصرار الايراني على استمرار ضرب القوات الاميركية بطرق واساليب مختلفة.

اما الساحة اليمنية - السعودية، فكل المؤشرات توحي بإنفجار جديد. ففي حسن تم الاعلان عن وقف اطلاق نار، غير أن الحوثيين يعلنون يومياً وبشكل مكثف عن الغارات التي تشنها المملكة العربية السعودية، ما يشكل تمهيداً لضربة قد تصيب الرياض، وهذا ما كان يحصل سابقاً، لكن الحديث هنا قد يكون عن استهداف يشبه استهداف ارامكو، خصوصاً اذا نظرنا الى هذا الصراع بوصفه صراعاً ايرانياً مع واشنطن، وهذا ما قد يشعل الجبهات مجدداً، اذ ان الحوثيين يراهنون على السيطرة على مأرب درة التاخ في المخزون النفطي اليمني، قبل الذهاب الى التصعيد الجديد.

كل ذلك يحصل في ساحات المنطقة في ظل تصاعد التوتر المباشر بين الايرانيين والاميركيين في الخليج، وفي ظل لعب طهران على وتر كورونا لتفعيل التلاعب الاوروبي على العقوبات، وفي ظل اوضاع اقتصادية بالغة السوء التي تعاني منها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق