كان الزوج يشعر بالمرض فقرر الذهاب للصلاة
وقال جورج إن الزوجين لم يتسن لهما الذهاب إلى المسجد على مدار 9 أشهر، بسبب التزامات الزوج ببعض الأعمال، لكنه في جمعة الحادث كان يشعر بالمرض، ولم يذهب للعمل، فقرَّر الذهاب إلى صلاة الجمعة. وصل الزوجان إلى المسجد نحو الساعة الـ12 ظهراً، قبل بدء خطبة الجمعة. وبينما كانت صلاة الجمعة قد بدأت للتو، حيث كان عبدالناصر يقف مصلياً قرب مخرج الطوارئ، حتى سمع أصواتاً كمفرقعات البالون، ليدرك بعد ثوانٍ معدودة أنه صوت إطلاق نار. عبدالناصر استطاع الهروب يومها من المسجد، بعد أن قام أحدهم بكسر الزجاج، فتدافع الناس، ما أدى إلى إصابته في يديه، حيث قفز فوق سياج منزل مجاور، حتى إن صاحب المنزل في البداية رفض لجوء عبدالناصر لمنزله، خوفاً من أن يكون إرهابياً.
لكن القاتل كان في انتظاره هو وزوجته
عبدالناصر شرح لصاحب المنزل بيديه الملطَّختين بالدماء أنه لا يحمل سلاحاً، فسمح له بالدخول إلى المنزل للاتصال بالشرطة، بعد نحو 10 دقائق قرَّر عبدالناصر الخروج للبحث عن زوجته. عندما خرج رأى طفلاً وأُماً ملقاة في الشارع، ثم زوجته ممدَّة بجانبهما، حاول إيقاظها من دون جدوى، فقد كانت غارقةً في بركة من الدماء. جلس عبدالناصر بجانب زوجته المقتولة لمدة دقيقة قبل وصول الشرطة، وأخبروه أن المكان ليس آمناً، وعليه المغادرة. ظنَّ الزوج في البداية أن زوجته ربما تكون لديها بعض الإصابات، ولكن في اللحظة التي قال فيها شخص آخر على مقربة منه إنها ماتت، بدأ عبدالناصر الدخول في حالة من الذهول، ولم يعد متأكداً مما يفعله. على مدار الأيام التي تلت الهجوم الإرهابي ظلَّ الزوج يكافح من أجل النوم ويتناول المهدئات، ولم يعد إلى منزله، ينام على الأرض في بيوت الأصدقاء.
كان يحلمان بالذهاب إلى نيوزيلندا للدراسة
الزوجان كانا قد عقدا قرانهما قبل عامين ونصف العام في مسقط رأسهما في ولاية كيرالا، وكان أكبر أحلامهما الذهاب إلى نيوزيلندا للدراسة. الزوجة دخلت جامعة لينكولن، لمتابعة الماجستير في إدارة الأعمال الزراعية. وكانت قد حازت شهادة الماجستير مؤخراً. صديق الزوج جورج، الذي شاهد شريط فيديو الهجوم الإرهابي، قال إن عملية قتل أنسي كانت "مروعة". "لا يمكن لرجل ذي قلب أن يفعل ذلك، إذا طلب شخص ما المساعدة فيجب أن تساعد ذلك الشخص، بدلاً من أن تنتزع الحياة منه". "لقد شاهدت الفيديو بأكمله، لكن اللقطات الأخيرة شيء لا تريد أن تفكر فيه أبداً، لقد قُتلت بوحشية".