'قمّة كوالالمبور' تنطلق بمقاطعة سعودية.. والبحث يتناول القضايا التي يواجهها العالم الإسلامي

'قمّة كوالالمبور' تنطلق بمقاطعة سعودية.. والبحث يتناول القضايا التي يواجهها العالم الإسلامي
'قمّة كوالالمبور' تنطلق بمقاطعة سعودية.. والبحث يتناول القضايا التي يواجهها العالم الإسلامي

وسط مقاطعة المملكة العربية السعودية واعتذار كلّ من باكستان وإندونيسيا، انطلقت، اليوم الخميس، الجلسة الافتتاحية لـ"القمّة الإسلامية المصغّرة" التي تستضيفها العاصمة الماليزية كوالالمبور، على مدار 3 أيام، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات دول إسلامية عدة، أبرزها تركيا وقطر وإيران، إضافة إلى ممثّلين رسميين عن 18 دولة، وكذلك نحو 450 مشاركاً من علماء ومفكّرين، وذلك من أجل بحث إستراتيجية جديدة للتعامل مع القضايا التي يواجهها العالم الإسلامي.

وكان مفترضاً أن تجمع "قمة كوالالمبور 2019" قادة ورؤساء حكومات كلّ من ماليزيا وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر لمعالجة وحلّ القضايا المتعلقة بالمسلمين، لكنّ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان اعتذر عن الحضور، كما اعتذرت إندونيسيا، فيما كانت المملكة العربية السعودية أعلنت مقاطعتها للقمّة، لافتة إلى أنّ "سبب قرارها عدم الحضور هو أنّ القمّة ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا التي تهم مسلمي العالم البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة". 

"التعاون الإسلامي": إضعاف للإسلام والمسلمين
وتأتي القمّة في وقتٍ وجّهت فيه "منظّمة التعاون الإسلامي" انتقاداً لها على لسان الأمين العام للمنظّمة، يوسف العثيمين، الذي اعتبر أنّ مثل هذه القمم تشكّل "إضعافاً للإسلام".

وفي حديث لقناة "سكاي نيوز" أشار العثيمين إلى أنّه "ليس من مصلحة الأمّة الإسلامية عقد مثل هذه القمم واللقاءات خارج إطار المنظمة خصوصاً في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم صراعات متعددة"، مؤكّداً أنّ مثل هذه الاجتماعات "إضعاف للإسلام والمسلمين"، بدون أن يسمي ماليزيا بشكلٍ مباشر.
وفي هذا الصدد، يقول محلّلون إنّ القمة كوالالمبور يمكن أن "تشكّل بديلاً من "منظمة التعاون الإسلامي" ومقرّها جدة السعودية، والتي تشرف عليها عملياً المملكة السعودية"، وفقاً لتقرير نشرته "يورنيوز".

مهاتير محمّد يوضح
من جهته، أوضح رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، أنّ عقد قمة كوالالمبور ليس القصد منه تولّي دور "منظمة التعاون الإسلامي"، مضيفاً: "أنتهز فرصة لتوضيح ذلك أثناء مكالمته المرئية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في مركز مؤتمرات كوالالمبور موقع فعاليات القمة"، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الماليزية "برناما".

وقال إنّ "القمة تهدف إلى إيجاد حلول جديدة للأمة الإسلامية"، مؤكّداً أنّه "إذا نظمت السعودية أيّ قمة لمناقشة المواضيع نفسها، فنحن على استعدادٍ للحضور".

الكلمات دعت لتوحيد الصفوف
ودعا عددٌ من القادة في الكلمات الافتتاحية للقمة إلى "توحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي تواجه الشعوب الإسلامية". وقال رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، إنّ "قمة كوالالمبور ستناقش على مستويات عليا المشاكل التي تواجه الأمة الإسلامية وذلك مع عدد قليل من الدول كبداية".
وأضاف مهاتير في كلمته الافتتاحية للقمة إنّ "ذلك لا يعتبر تمييزاً أو إقصاء لأي أحد لكنّه من أجل التوصل في البداية إلى حلول قابلة للتطبيق، وبعد إثبات نجاعتها تعرض على بقية الدول".

وأشار إلى أنّ "هذه القمة ستشهد نقاشات حول الأوضاع الراهنة للمسلمين"، مضيفاً: "نحن جميعاً نعرف أن بلدان العالم الإسلامي تشهد أزمات، ونرى أن شعوب تلك الدول تضطر لترك بلدانها والهجرة لبلدان غير مسلمة".

وقال إنّ "بعض المسلمين يمارسون عنفاً واستبداداً حيال بعضهم البعض"، مشددا على "ضرورة فهم المشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي، وإدراك أسبابها، ومواجهة أسباب الحروب الداخلية، وغيرها من الكوارث، والعمل على تقليل هذه المشكلات، وإصلاح سمعة ديننا".

ولفت إلى أنّ "دولاً انهارت بعد الحرب العالمية الثانية ودُمّرت، لكنها استطاعت الوقوف ثانية، وتطورت، لكن معظم البلدان الإسلامية، لم تنجح حتى في نظام الإدارة الجيدة، وليس التنمية فحسب".

أمير قطر: الحوار بدلاً من الحصار والإملاء
ودعا أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كامته الإفتتاحية إلى "اعتماد أساليب التفاوض والحوار في حل القضايا العالقة بين الدول ورفض استخدام أساليب القوة والحصار والتجويع وإملاء الرأي".

وقال إنّ "ذلك يتطلب حداً أدنى من الإجماع على منح صلاحيات أوسع للمؤسسات الدولية التي لا يسود فيها حق الفيتو لهذه الدولة أو تلك"، مؤكّداً أنّ "العالم يعاني من ازدواجية المعايير حتى في التعامل مع حقوق الإنسان، وأن البعض نتيجة صراع المحاور يتخذ من مجرمي الحرب حلفاء وينسى بلاغته الكلامية ضد الإرهاب والإرهابيين حين يتبنى مليشيات مسلحة تعمل خارج القانون المحلي والدولي، وترتكب جرائم ضد المدنيين".

وأضاف أنّه "يكاد يستحيل الحفاظ على السيادة الوطنية واستقلالية القرار في ظروف من التخلف والتبعية"، مشدداً على أن "الاستقرار من أهم شروط التنمية ويتطلب علاقات متوازنة بين الدول تقوم على المصالح المشتركة".

واعتبر أنّ "بقاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو أحد أهم أسباب عدم الاستقرار في المنطقة. وأضاف: "أحد أهم مصادر عدم الاستقرار في منطقتنا هو تحييد الشرعية الدولية وتهميشها، ومحاولة إملاء إرادة الاحتلال بالقوة في فلسطين، حيث تتواصل سياسات الضم والاستيطان بما في ذلك تهويد القدس، وهي السياسات التي تصفي الطابع العربي للمدينة، وتستفز مشاعر العرب والمسلمين في كل مكان".

أردوغان: لإصلاح مجلس الأمن
من جهته، طالب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بـ"إصلاح مجلس الأمن الدولي الذي يجعل العالم رهينة للدول الخمس الكبرى في العالم".
وعزا أردوغان "فشل مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة في حماية مليار و700 مليون مسلم إلى نظام "الفيتو" الذي يخول الدول الخمس الكبرى التحكم بمصائر الشعوب".

ودعا إلى "الإسراع في إنهاء الصراع في سوريا بهدف معالجة القضايا الإنسانية وإعادة اللاجئين إلى موطنهم"، وقال إن "تركيا سوف تواجه إرهاب حزب العمل الكردستاني بنفس الطريقة التي قضت بها على تنظيم "داعش" في سوريا".
وطالب بـ"وقف الجرائم التي ترتكب بحق أقلية "الروهنغيا" في ميانمار وإعادة النظر في أسلوب التعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي وتهويد القدس وإعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني واستعادة كرامته".

كما توقع أن تبحث "قمة كوالالمبور" قضايا الصراع الداخلي في الدول الإسلامية والإرهاب و"الإسلاموفوبيا" والعدالة.

روحاني: "الفوضى هي نتيجة التطرف الداخلي والتدخلات الخارجية
من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: "يحزننا أن العالم الإسلامي على امتداده يعاني من مشاكل أمنية كبيرة"، وأضاف أن الحرب في سوريا واليمن وما سماها "الفوضى" في العراق ولبنان وليبيا وأفغانستان "هي نتيجة التطرف الداخلي والتدخلات الخارجية".

وأكد أن "قضية فلسطين ستبقى قضية رئيسية للأمة الإسلامية وأي تجاهل لها سيكون انحرافاً".

وقال إنّه "يجب أن تكمل الدول الإسلامية بعضها البعض في المجال الاقتصادي"، مؤكدا أنّ "العالم الإسلامي واجه ظروفا جديدة على المستويين العالمي والدولي تقلل من مستوى التنمية".

وأوضح أنّ "العقوبات الاقتصادية أصبحت أدوات رئيسية لدول تنتهج سياسة التنمر، وأن الاقتصاد الرقمي سيشكل الطريق في مستقبلنا لمواجهة التحديات المطروحة".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق