تحتفظ كلّ منطقة في لبنان بتاريخها الخاص وبتراثها وآثارها وقصصها المتناقلة التي يجهدُ كثيرون لحفظها وصونها لتكون مصدراً يوثّق الذاكرة الجماعية لأبناء كلّ منطقة.
بلدة سير التي هي مركز قضاء الضنية في الشمال، واحدة من المناطق التي تختزن تاريخاً متجذّراً ومتأصّلاً، كما أنّها تتميّز بجمال طبيعتها، وبمناخها الصحي والمنعش وتعدّ مكان اصطياف للكثير من السياح العرب والأجانب كذلك للبنانيين الذين يقطنون في المدن.
المحامي طلال الفاضل، واحدٌ من الأشخاص الذين أخذوا على عاتقهم العمل لأجل حفظ الماضي وحمايته من الزوال في سير، "بإمكانياتٍ متواضعة وبإرادة صلبة يمكن لنا أن نعيد إحياء الذاكرة من خلال تجسيدها وجعلها متعة للنظر، ومثبّتة للتاريخ"، بحسب ما يقول عن شغفه في تجميع السيارات القديمة.
ويقول الفاضل الذي تربطه علاقة شيّقة بالماضي لـ"لبنان 24" إنّه "ليس كلّ ما نهمله تقلّ قيمته"، مشيراً إلى أنّ "اللبناني بشكلٍ عام وبحكم قدرته على التكيّف يستطيع من تحويل الأمور التي تعتبر ليست ذا قيمة إلى أمور لها قيمة".
ويعمل الفاضل على تحويل كتلٍ حديدية قديمة كانت آيلة للزوال إلى سيارات أنيقة يكمل من خلالها المشهد التاريخي لبلدته سير، بما يحفظ الذاكرة الجماعية لأبناء المنطقة ويشبع حنينهم للماضي.
وبدأ شغفُ الفاضل بالتاريخ من منزل جدّه نصّوح الفاضل الذي يكتنز بداخله الكثير من المقتنيات التاريخية، لا سيما وأنّه كان مركزاً للعمل السياسي والإجتماعي في البلدة.
ويملك الفاضل في تشكيلته مجموعة من السيارات القديمة تضمّ نحو 20 سيارة عمل على تجميعها على مدى 30 عاماً حيث كان يقوم بشرائها وهي بحال سيّئة ثمّ يعمل على ترميمها ليكمل بذلك المشهد التاريخي المتنوّع للمنزل، الذي يضمّ مكتبة فنيّة وأخرى أدبية، إضافة إلى وثائق تاريخية وغيرها من كنوز التاريخي التي لا تشيخ.
وكان الفاضل أطلّ عبر قناة الـ"MBC Action" ضمن برنامج "Driven" المتخصّص بعالم السيارات، وتحدث بإسهاب عن شغفه وما تعنيه له السيارات القديمة.
وتجدون في الفيديو المرفق التقرير الكامل الذي تمّ عرضه في برنامج "Driven" عن الفاضل.
){kind=link}